قصائد البردة

تعتبر قصائد البردة لكعب ابن زهير والبوصيري وأحمد شوقي من أشهر ما كتب في مدح النبي صلوات الله عليه وآله. والقصيدتان الثانية والثالثة نسجا على منوال كعب بن زهير، وتعتبر قصيدة شوقي معارضة للبوصيري، والمعارضة هي نسج قصيدة على منوال قصيدة أخرى، أي على وزنها وقافيتها وغالبًا في نفس موضوعها.

تبدأ القصائد الثلاثة بالغزل كعادة الشعراء العرب، وهو استهلال يحنّ فيه الشاعر إلى ماضٍ كان يشعر فيه بالأمان، كأنه فردوس مفقود، ثم ضاع وصار الشاعر يهيم على وجهه، إما في الصحراء ككعب، وإما في اللذات كالبوصيري وشوقي. ويصير إدراك حالة الضياع هذه مدخلًا لمدح النبي باعتباره المنقذ من الضلال والأمل المنشود.

وبهذا يأتي التسلسل المنطقي لقصائد البردة، حنين لماضٍ لن يعود، ثم ضياع ويأس، ثم العثور على السراج المنير المتمثل في النبي، مما يدعوهم إلى مدحه وذكر معجزاته وصفاته، وأخيرًا الختام بضرورة الاقتداء بسيرته حتى يفوز الإنسان في الدنيا والآخرة.

لم تنقطع قصائد المدائح النبوية منذ قرون، ومعارضات البردة تحديدًا كثيرة، أبرزها ما كتبه محمود سامي البارودي وتميم البرغوثي (والأخير يخالف قافية البوصيري)، ومعارضة الشاعر المسيحي السوري ميخائيل ويردي.

تاريخ النشر 17-10-2021