{مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} فالله عندما أوقف نزول الوحي عليك فترةً من الزمن، لم يتركك وحدك أمام النظرات الحاقدة أو الساخرة التي ينظر بها الكافرون إليك، ولم يرفع عنك ألطاف رعايته ورحمته المتمثلة برسالته التي اصطفاك لها، ولم تتحول محبته لك إلى بغضٍ، فأنت لم تبتعد عن عين رعايته، وعن موقع محبته، وعن فيوضات رحمته ورضوانه، في ما أولاك من نعمته في الدنيا، وما وعدك به من أفضل الخير في الآخرة، التي ستجد فيها ما يعوّضك عن كل الأتعاب التي عانيت منها في الحياة الأولى. {وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأوْلَى} لأن الآخرة مبنيةٌ على الخلود في نعيمها، أمَّا الأولى، فمبنيّةٌ على الفناء والزوال في كل لذّاتها وشهواتها، فلا قيمة لنعيم زائل، أمام النعيم الباقي. - تفسير من وحي القرآن

مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ
القرآن الكريم
تاريخ النشر 04-04-2023