your vision today is keen
فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ

{لقد كنت في غفلةٍ من هذا فكشفنا عنك غطآءك فبصرُك اليوم حديد}

يقال هذا الكلام لكل نفس من نفوس المشركين فهو خطاب التهكم التوبيخي للنفس الكافرة لأن المؤمن لم يكن في غفلة عن الحشر والجزاء. {لقد كنت في غفلةٍ من هذا} أي كنت في غفلة ونسيان لهذا اليوم (باستغراقك في لهو الدنيا وعبثها وشهواتها ولذائذها) فكشفنا عنك غطاء الغفلة وكشف الغطاء تمثيل لحصول اليقين بالشيء بعد إنكار وقوعه {فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ} أي: حاد ونافذ يستطيع أنْ يدرك أمور الآخرة وما فيها من بعث وحساب وجزاء على حقيقتها بحيث لا يترك مجالاً للتعلّل بأيّ خفاءٍ في الحقيقة، في ما يعتذر به الشاكّون أو الجاحدون من عدم الوضوح. أي ليس حالك اليوم كحالك قبل اليوم إذ كنت في الدنيا منكراً للبعث. والمعنى فقد شاهدتَ البعث والحشر والجزاء، فإنهم كانوا ينكرون ذلك كله، قالوا {أإذا متنا وكنّا تراباً وعظاماً أئنا لمدينون} الصافات 53 وقالوا {وما نحن بمعذبين} الصافات 59 فقد رأى العذاب ببصره.

مصادر التفسير: الوسيط، التحرير والتنوير، تفسير من وحي القرآن

تاريخ النشر 30-08-2021