hoopoe
هُدْهُد

شكرًا لكل من تفاعل مع فقرة “كيف لا نصبح ببغاوات”.

هذا المنشور مستلهم من مشاركة @sayed_ma7mood الذي قال فيها: “علينا أن نكون كهدهد سليمان، نحلق بعيدًا، نبحث، نتحرى ونسعى لنحط بما لم يحط به الآخرون ثم نأتيهم من هناك بنبأ يقين لم يعرفوه"

فعلاً هناك تباين بين رمزية الببغاء والهدهد في الثقافة العربية الإسلامية فالببغاء رمز لترديد ونقل ما يسمع من كلام دون تدقيق أو فهم أما الهدهد فهو رمز لصحة الخبر لأنَّه أتى النبي سليمان عليه السلام بالنبأ اليقين {فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ}

ويزخر الأدب والشعر العربي باستخدام الهدهد كرمز للرسول الأمين

يقول محمود درويش في قصيدته “الهدهد”:

لم نَقْتَربْ من أرض نجمتنا البعيدة بَعْدُ . تأخذُنا القصيدةْ
من خُرْمِ إِبْرَتِنا لِنَغْزلَ للفضاء عباءَةَ الأْفق الجديدةْ،
أَسْرى، ولو قَفَزَتْ سنابلُنا عن الأسوار وانبثق السنونُو
من قَيْدنا المكسورِ، أسرى ما نحبُّ وما نريدُ وما نكونُ
لكنَّ فينا هُدْهُداً يُملي على زيتونةِ المنفى بريدهْ

"وفي مقام آخر من القصيدة، يخرج الشاعر بالهدهد إلى فضاء الحوار الرحب بينه وبين باقي الطيور حول قضية الحرية والوطن":
وإلى متى سنطير ؟
قال الهدهدُ السكرانُ: غايتُنَا المدى
قلنا: وماذا خلْفَه؟
قال المدى خلفَ المدى خلف المدى
قلنا: تعبنَا.
قال: لن تجدوا صنوبرةً لترتاحُوا.
سدى، ما تطلبون من الهبوط، فحلّقوا لتُحَلِّقوا.

للمزيد من الأمثلة على رمزية الهدهد في الأدب العربي، ننصح بقراءة مقالة "الهدهد" في مجلة القافلة العدد سبتمبر – أكتوبر | 2020 (القافلة مجلة ثقافية منوعة تصدر كل شهرين عن شركة أرامكو السعودية)

تاريخ النشر 20-08-2021