We do not understand much of what you say
مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ

{قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ}

وهذا يُضاهي قول مشركي قريش لرسول الله ﷺ {قُلُوبُنَا فِيۤ أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ.. } [فصلت: 5]. أكنّة: أغطية وستائر.

فالحق يتطلب آذان واعية وقلوب سليمة وألباب معتبرة متدبرة ليُحسن استقباله أما القلوب الممتلئة بالباطل، فهي غير قادرة على استقبال الحق.

{مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ... } "فمرادهم بهذه الجملة الاستهانة به، والصدود عنه، كما يقول الرجل لمن لا يعبأ بحديثه لا أدري ما تقوله، ولا أفهم ما تتفوه به من ألفاظ… وإنما قالوا ذلك بعد أن سمعوا منه دلائل الحق البين على أحسن وجه وأبلغه، وضاقت عليهم الحيل، فلم يجدوا إلى محاورته سبيلا... كما هو ديدن المفحم المحجوج، يقابل النصائح البينات بالسب والإِبراق والإِرعاد... إذ جعلوا كلامه المشتمل على الحكم من قبيل ما لا يفهم معناه..." (تفسير الوسيط لطنطاوي).

وهذا يشبه كذلك ما قاله القوم للحسين عندما كان يخطب فيهم ويعظهم في واقعة الطف وقال مما قال: "هل يَصلُح لكم قتلي وانتهاكُ حرمتي؟ ألست ابنَ بنتِ نبيِّكم …" فأتى الجواب منهم: يا هذا ما ندري ما تقول!

حالة الإعراض عن الحق باستغباء لها جذورها الممتدة عبر التاريخ. وفي الواقع كلنا معرضون لمثل هذا الاستغباء بسبب طبيعة النفس البشرية وميلها للعصبية واستثقالها لتفعيل خاصية التفكير والتحليل لدى الإنسان وبذل الجهد الذي يتطلبه الوصول إلى الحقيقة.

اللهم أَرِنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرِنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعلنا يا ربنا ممن قلت فيهم ﴿الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾

تاريخ النشر 13-08-2021