قضية الحسين وآل البيت ليست قضية مذهبية كما يريد أن يصورها البعض ومحبة آل بيت الرسول ﷺ متجذرة في وجدان كل مسلم ولكن هناك حقائق وأحداث وأحاديث مغيبة لا بد من تذكرها والتذكير بها واستخلاص العبر منها {وَذَكِّرْ فَإِنَّ ٱلذِّكْرَىٰ تَنفَعُ ٱلْمُؤْمِنِينَ}
فرغم مكانة أهل بيت النبوة العظيمة في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، إلا أن ما تعرضوا له على مر السنين من بعد وفاة الرسول ﷺ أمرٌ يندى له الجبين. والمؤسف أنه حصل على يد من ينتسبون إلى الإسلام أو بالأحرى من يدّعون الانتساب إليه.
انتهكت ذرية النبي الأعظم ﷺ بالمؤامرات التي وصلت ذروتها بقطع رأس سيد شباب أهل الجنة في واقعة كربلاء. وعلى الرغم من فظاعة ما حدث إلا أنه لا يزال هناك من ينتقد الحسين على خروجه على الطاغية يزيد بينما يلتمس الأعذار ليزيد ويختلق له الفضائل، أو يتخذ ما حصل كحدث تاريخي هامشي عفى عليه الزمن، أو يزج مجريات التاريخ في قالب طائفي يثير الحساسيات والفتن.
أما في الأوساط التي تحيى فيها ذكرى استشهاد الحسين، فهناك بعض الفئات التي ادخلت الأساطير فيما حدث واختزلته في طقوس وممارسات لا تليق بمكانة وأخلاقيات أهل بيت النبوة ولا ترتقي إلى النموذج الحضاري لمخاطبة و تعريف العالم بقضية إنسانية تعني البشرية جمعاء لما فيها من دروس وعبر عن البذل والتضحية والإباء.
ولكن وعلى الرغم من كل ذلك وفي خضم الإفراط والتفريط هنا وهناك، يبقى الحسين نبراسًا لكل إنسان حر وتكمن أهمية استحضار ما جرى في كون المعركة بين الماضي والحاضر هي هي- المعركة بين الحق والباطل... بين الخير والشر… بين الظلم والعدل وبين الحرية والاستعباد.
بمناسبة قدوم ذكرى استشهاد سبط رسول الله ﷺ وريحانته سنسلط الضوء خلال الأيام القادمة على جوانب من سيرته وأقواله وما قيل فيه.
.
ملاحظات:
١- حديث الثقلين بصيغة "عترتي أهل بيتي" من الأحاديث المتواترة في أعلى مراتب الصحة ولكن الصيغة الشائعة هي "كتاب الله وسنتي" وهو حديث ضعيف وإن كان متنه ومعناه صحيح.
٢- المقصودون بأهل البيت في آية التطهير هم أهل الكساء. عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: خرَج النبيُّ ﷺ وسلَّم غَداةً وعليه مِرطٌ مُرَجَّلٌ من شَعرٍ أسوَدَ فجاءه الحسَنُ والحُسَينُ فأدخَلهما معَه ثم جاءَتْ فاطمةُ فأدخَلها معَه ثم جاء عليٌّ فأدخَله معَه ثم قال {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (في صحيح مسلم ومثله سنداً ما رواه الترمذي في صحيحه، والإمام أحمد في مسنده)