the Enricher of every content soul
رَايِشُ كُلِّ قَانِع

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَيْسَ لِقَضَائِهِ دَافِعٌ، وَلَا لِعَطَائِهِ مَانِعٌ، وَلَا كَصُنْعِهِ صُنْعُ صَانِعٍ، وَهُوَ الْجَوَادُ الْوَاسِعُ، فَطَرَ أَجْنَاسَ الْبَدَائِعِ، وَأَتْقَنَ بِحِكْمَتِهِ الصَّنَائِعَ، لَا يَخْفَى عَلَيْهِ الطَّلَائِعُ، وَلَا تَضِيعُ عِنْدَهُ الْوَدَائِعُ، جازي كلّ صانعٍ، ورايش كلّ قانع، وراحم كلّ ضارع، ومنزل المنافع، وِالْكِتَابِ الْجَامِعِ، بالنُّورِ السَّاطِعِ، وَهُوَ لِلدَّعَوَاتِ سَامِعٌ، وَلِلْكُرُبَاتِ دَافِعٌ وَلِلدَّرَجَاتِ رَافِعٌ، وَلِلْجَبَابِرَةِ قَامِعُ، فَلَا إِلَهَ غَيْرُهُ، وَلَا شَيْ‏ءَ يَعْدِلُهُ، وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ، اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ، وَهُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.
- مقتطف من دعاء الإمام الحسين في يوم عرفة
.
(رَيَشَ) الرَّاءُ وَالْيَاءُ وَالشِّينُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى حُسْنِ الْحَالِ، وَمَا يَكْتَسِبُ الْإِنْسَانُ مِنْ خَيْرٍ. فَالرِّيشُ: كثرة الْخَيْرُ ورفاهة العيش. وَالرِّيَاشُ: الْمَالُ. (مقاييس اللغة) والرياشة تدل على التنعم والخير وهي من ريش الطائر أو كسوته (لسان العرب) وفي التنزيل: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ} وباللهجة العامية في بعض الدول، يقال "مريّش" أي ثري ومتنعم ويحظى برفاهة العيش، وإذا تمعنا في اللهجات العامية سنكتشف إنها ملأى بالتعبيرات الفصيحة. ننصح بمتابعة @arabic_morocco كنموذج من المغرب يعرض الأصول العربية الفصيحة للهجة العامية المغربية
••••
عودة إلى عبارة: "ورايش كلّ قانع" أو "رائش كل قانع"
.
"يمكن أن نفهم منها معنيين أحدهما الظاهري الذي يتوافق مع ظاهر اللفظ، إذ إن من الممكن أن يكون الإمام قصد بالرياشة التنعم المادي أما المعنى الآخر للفظة (رايش) فهو المعنى المجازي، والمقصود العيش الرغيد الهادئ لأن القانع هو من اكتفى بما رزق وإن كان قليلاً. وهذا الاكتفاء والرضى كفيلان بجعله يحس بالهناء ويتذوقه ويشعر بالنعيم وكأنه أغنى من كل من على ظهر البسيطة. فقناعته تجعله في رياشة مجازية تامة. فهو ليس متريشًا في معاشه وأثاثه بل في نفسه وروحه وعقله. ولعل المعنى المجازي أرجح بكثير من المعنى الظاهري.
.
المصدر: دعاء الإمام الحسين في يوم عرفة - دراسة اسلوبية. آمنة حسين يوسف الشريفي.

تاريخ النشر 18-07-2021