United, spears are unbreakable Divided, they break one by one
تَأْبَى الرِّمَاحُ إِذَا اجْتَمَعْنَ تَكَسُّرًا وَإِذَا افْتَرَقْنَ تَكَسَّرَت آحَادَا

كونوا جميعا يا بني إذا اعترى
خطب ولا تتفرقوا آحادا
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا
وإذا افترقن تكسرت أفرادا

اقتضت حكمة الله في الأرض ألا يتحد البشر، وأن يظلوا أبدًا مختلفين، والقضايا الأخلاقية والإنسانية هي امتحان لمعنى هذه الحكمة... هي امتحان لقدرتنا على السمو فوق هذه الخلافات من أجل مبدأ أخلاقي إنساني لا لبس فيه.

قد نختلف حول القضايا الدنيوية وحول الوسائل والأسباب، ولكن الإنسان الذي يؤمن بصدق وعدالة قضية ما عليه أن يضع كل خلافاته وحساسياته (أو حتى أحقاده وعُقده اذا كانت كذلك) جانبًا ويتحالف حتى مع من قد يراهم خصومًا على الصعيد السياسي أو الأيديولوجي، لا أن يتخاذل بحجة أن أطرافًا لا يعجبونه يدعمون القضية نفسها (واللبيب بالإشارة يفهم).

فعلى سبيل المثال، عندما غزت اليابان الصين عام 1937، اتحد الحزب الوطني الصيني (KMT) والحزب الوطني الشيوعي (CPC) لطرد المحتل وكوّنا ما يسمى بالجبهة المتحدة الثانية، هذا على الرغم من الحرب الأهلية الطاحنة التي كانت تدور بينهما وأدت إلى ملايين القتلى من الطرفين. الشاهد أن الخلاف مهما كان محتدمًا يمكن تنحيته إذا كان ذلك ضروريًا في مواجهة القضايا الكبرى.

إذا سلمنا ان القضية الفلسطينية هي القضية العربية والاسلامية الأولى، اذن علينا أن نؤمن بهذا المبدأ خاصة ونحن نشهد هذا الاحتلال والعدوان الهمجي الغاشم. كل من يريد إثارة الفتنة وإذكاء أوارها في هذه الأيام يخدم المشروع الصهيوني من حيث يعلم أو لا يعلم؛ فالفتنة هي الورقة الرابحة للعدو، يستحضرها في كل منعطف للتشويش على القضية الفلسطينية وإشغال الناس عنها، وطالما كانت سياسة "فرق تسد" ناجحة في تحقيق ذلك.

‏هذا العدو الذي يجد نفسه محاصرًا بين أمة لو توحدت لما كتب له البقاء، ليس أمامه إلا بث الفرقة واشعال الفتن. والفتن أشكال وألوان يختار منها هو وحلفاؤه ما لذ وطاب: بث الفتنة بين الفلسطينيين أهل غزة والضفة والداخل المحتل أو بين المسلمين والمسيحيين أو السنة والشيعة، أو الإسلاميين والعلمانيين أو الإخوان والسلفيين، أو العرب والإيرانيين أو الأتراك، الخ. حيلة مضمونة النتائج تنطلي دائمًا على الجهلة والسذج، وما أكثرهم.
.
{يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} ‎التوبة: ٤٧

تاريخ النشر 21-05-2021
اقتباسات أخرى ذات صلة