وردتنا رسائل وتعليقات كثيرة بخصوص هذه السلسلة من المنشورات التي نعرض فيها ترجمات لبعض العبارات الإنجليزية الشائعة. أغلب التعليقات كانت مشجعة للفكرة ولكن البعض الآخر أبدى عدم رضاه، والسبب في ذلك حسبما يرون هو أن تفكيرنا ينبغي أن ينطلق من اللغة العربية أولا، وأن نركز على جوانب القوة في لساننا الأم، لا أن نجعلها مجرد وسيلة لمحاكاة اللغات الأجنبية.
وهذا الرأي وإن كان مدفوعًا حقًا بالغيرة على اللغة العربية، ولكنه يتجاهل واقعًا نعيشه يوميًا، وهو أن الشباب والأجيال الأصغر سنًا يقحمون الإنجليزية في حديثهم، هذه مشكلة لا يكفي فيها أن نركز على روعة اللغة العربية وبدائعها الأدبية (وهو محط تركيزنا في صفحة ضاد وما نسعى إليه يوميا بالفعل)، وإنما الحل في وجهة نظرنا أن ننبه إلى وجود هذه الظاهرة ونقدم بدائل فصيحة تنقل المعنى الأجنبي وتبين أن لغتنا تسع ذلك بسلاسة.
ما نفعله إذا هو تسليط الضوء على المشكلة أولا ثم طرح الحلول والبدائل عبر هذه الترجمات. ولذلك فنحن لا نكتفي بترجمة العبارات بل نقدم بدائل من صميم اللغة العربية، مما يمنحنا فرصة للتأمل في الفروق بين اللغتين وأن نقول "اللغة العربية تسع هذا أيضًا" أو "اللغة العربية لا تعبر عن الأفكار بهذه الطريقة بالضبط"، ونستفيد كذلك من الخيارات التي تثرون النقاش بها.