كان جوزيف غوبلز، وزير الدعاية الألماني في عهد النازية، يدرك قوة وفعالية تكرار الأكاذيب لتطويع الرأي العام، إذ قال: "إذا أطلقت كذبة كبيرة وظللت تكررها، فإن الناس سيصدقونها في نهاية المطاف". وبالفعل، أثبتت الدراسات أن التعرض المستمر للمعلومات الكاذبة والادعاءات الباطلة يزيد احتمالية تصديقها، بل وحتى الكذبات الفجّة قد تكتسب قدرًا من المصداقية إذا تكررت بشكل كافٍ. وعندما نأخذ في اعتبارنا مدى تأثير التكرار على الوعي، يصير من المهم ألا نكرر الأكاذيب حتى عندما نحاول تفنيدها، إذ إن فعل التكرار نفسه يضفي عليها غطاءً من الشرعية! (1)
وتشير الدراسات أن "من أبرز الأساليب التي تستخدمها أقطاب الأخبار الكاذبة هي التقمص، والاستغلال العاطفي والاستقطاب والمؤامرة والتكذيب والإثارة" وأن من أكثر الوسائل فعالية للتصدي لهذه الأخبار الكاذبة "هي المبادرة بالقضاء عليها في مهدها. فبدلا من الانتظار حتى شيوع الخبر الكاذب ثم السعي لتصحيحه وتفنيده، يلجأ الباحثون لـ"ضربة استباقية" من شأنها وقاية ذهن المتلقي من الخبر الكاذب، ولكن يستهلك هذا الكثير من الوقت والجهد لتحصين الناس حالة بعد حالة" (2)
المراجع:
1- “I heard it before, so it must be true". Susana Martinez-Conde, Scientific American
2- كيف نحصن أنفسنا من الأخبار الكاذبة؟، ديغو أرغودس أورتز، بي بي سي