مقتطفات من محاضرة للدكتور محمد الشنقيطي عنوانها: السنة والشيعة - بين التواصل والقطيعة (متاحة على اليوتيوب)، يقول فيها:

طبيعة الشعوب في عصور الازدهار أنها تنفتح فيسود فيها الفضول العلمي والتعطش للمعرفة وحب الاستطلاع والتسامح مع الآخرين، فالثقة بالنفس تؤدي إلى التسامح وضعف الثقة في النفس يؤدي إلى التعصب.

للفيلسوف الفرنسي كلود ليفي ستروس نظرية جميلة في تاريخ الثقافة، حيث يقول إن الإبداع لا يكون إلا على الحدود بين ثقافتين، أي أن الثقافة الإبداعية عمومًا هي ثقافة تركيبية. لا يمكنك أن تبني ثقافة على ثقافتك الموروثة فقط، بل تحتاج إلى إثراء ذاتك أيضًا من خلال الانفتاح على الآخر.

وإذا طبقنا هذا على جوانب التاريخ الإسلامي فسنرى أن عصور الازدهار في العالم الإسلامي كانت دائمًا عصور تمازج وتواصل بين السنة والشيعة وبين المسلمين والمسيحيين و بين مختلف الطوائف والأديان.

كان هنالك تواصل حقيقي بين المسلمين وتدارس ومشاركة في الفكر والفقه والاحساس بالمصير المشترك والانتماء إلى أمة واحدة رغم كل المرارات والخلافات المذهبية وغيرها.

حدة القطيعة التي يشهدها العالم الإسلامي اليوم غير مسبوقة. هناك تجييش وراءه أجهزة استخباراتية تدرك كيف تخطط وتحرك هذه الشعوب. تمامًا مثلما قال المفكر الجزائري مالك بن نبي بإن الغرب يطبقون على الشعوب المسلمة اليوم لعبة الثور الإسباني... الثور الذي تحرك له القماشة الحمراء ويضل يصارعها حتى تخور قواه ويضعف في حروب وهمية عبثية لا تسمن ولا تغني من جوع.