غيث بن خليل @bin_khaleel شاعر وطالب طب أردني يدرس حاليًا في الجزائر. مشاركاته على صفحة ضاد لا تنقطع؛ يدلي بدلوه إما بأبيات مرتجلة ردًا على فكرة أو سؤال ما يطرح على الصفحة أو قصيدة قد كتبها تعزف على وتر نفس الموضوع.. يخرجها من جعبته كما يخرج الساحر أرنبًا من قبعته أو قطعة نقود من أذنه ليدهشنا بسرعة بديهته واتقاد قريحته.

ردًا على المنشور السابق الذي عرضنا فيه مقولة جبران خليل جبران "بين منطوق لم يقصد ومقصود لم ينطق تضيع الكثير من المحبة"، أرسل غيث هذه القصيدة بعنوان "قَصْد":

اللونُ صوتُ تَصَوُّرِ الرسامِ
والصوتُ لونُ قريحةٍ لِكلامِ
.
العقلُ عينُ حقيقةٍ مطلوبةٍ
والعينُ عقلُ حقيقة الأفهامِ
.
السِّرُّ ماءُ الغيب منه معيشُهُ
والماء سرُّ تَكَوُّنٍ لأنامِ
.
يفنى الشجاع إذا تهوَّرَ غافلاً
وبحكمةٍ يحيى مع الإقدامِ
.
قامِرْ بِحَدِّكَ، كيف يخسر من أتى
بِقمارِهِ حَدَّاً لِكُلِّ حُطامِ!!
.
كيما يقضَّ البحثُ مضجع باحثٍ
تكفي الجوابَ علامة استفهامِ!
.
ولأنَّ في الأحلامِ بعضُ إجابةٍ
تكفي السؤالَ وسادةُ الأحلامِ
.
من دون فحوىً كلُّ نُطْقٍ عاقِرٌ
فالقصدُ يغنينا عنِ الإفهامِ
.
القصد في الأشعار وارب بابه
كي يخلط الأضواء بالإعتامِ
.
في جيبه الأقلامُ تكتبُ رأيَه
والسطر ضاقَ بكثرةِ الأقلامِ
.
الصوت يصهلُ لا يريد لجامَه
والقصد روضه بدونِ لجامِ
.
عبرت متاهته المعاني عندما
بِسياقِها ركضت برغمِ زحامِ
.
ألقى عصاه فما تغير شكلها
ويُشَكِّل الأفعى من الأوهامِ
.
بثعالب المعنى يراقبُ قولنا
كيما يشتتنا بكل مقامِ!
.
لم يلبَسِ الأثوابَ، ما مِنْ عَوْرَةٍ
حَجَّ القصيدَةَ رافِضَ الإحْرامِ
.
شَجَراً يكونُ إذا الحنينُ يزورهُ
ناراً يكونُ لِمبتغي الإضرامِ
.
صِفْراً يكونُ، مِنَ اليسارِ مُجَرَّدٌ
ومن اليمينِ مُضاعفُ الأَرْقامِ!
.
- غيث بن خليل