المنشور قبل الأخير يستحق وقفة تأملية.
العبارة كانت:
"من ضاق صدره اتسع لسانه".
وترجمتنا للعبارة كانت:
The closed-minded are always loud-mouthed
ومرادفها المجازي:
An empty barrel makes the loudest noise
.
ولم يخطر لتا لأنها يمكن أن تفسر على أكثر من نحو إلا بعد قراءة التعليقات.
وما المانع أن يكون للكلمات والجمل تأويلات مختلفة؟ فالنصوص تقرأنا مثلما نقرأها، ولعلها تكشف عن مكنونات القارئ أكثر مما تكشف عن نفسها.
ترجمتنا للنص كانت بناء على هذه الأسباب:
١- عبارة "سعة اللسان" توحي لنا بالفظاظة، وعليه فالجزء الأول من العبارة لا بد أن يكون شيئًا يؤدي إلى الفظاظة،
٢- عبارة "ضيق الصدر" في أحد أوجهها تعني عدم القدرة على تحمل شيء. ضَيِّقُ الصَّدْرِ: لاَ يَتَحَمَّلُ شَيْئاً، سَرِيعُ الغَضَب والسآمة، عصبيّ. وهذه الصفة قد تؤدي الإنسان إلى أن يكون فظًا.
٣- كما أن "سعة الصدر" في إحدى أوجهها تعني "التّسامح والحِلْم" وعليه فضيق الصدر هو عدم التسامح والانفتاح على الآخر، وبالتالي القابلية للتجرأ باللسان على من يختلف معك.
.
ولعل هذا التفسير ينسجم مع مقولة "كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة" أي كلما اتسع عقل الإنسان وأفقه وسعة صدره، قل كلامه وزاد انصاته.
.
أما إذا أردنا ترجمة العبارة بناء على التفسير الآخر، أي ضيق الصدر بالهم مما يجعل المرء يبث شكواه لمن حوله (أو يلهج بالدعاء لبارئه)، فستكون الترجمة:
The distressed are more inclined to vent/express
.
ما رأيكم؟ إلى أي التفسرين تميلون؟