I only intend reform as much as I am able
إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ

{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ}

هذا ما قاله النبي شعيب عليه السلام لقومه، وهذا هو شعار وهدف كل الرسل والأنبياء، بل شعار كل المصلحين الصادقين على مر التاريخ. فمواقفهم وحركتهم لا تنبع من رغبة في تحقيق مصالح شخصية، وإنما من شعور بالواجب والمسؤولية والالتزام بإصلاح الإنسان والمجتمع والتصدي للظلم والظالمين وإحقاق الحق والعدل.

ولكن من الناحية الأخرى نجد أن أعداء الإصلاح دائمًا يقفون بالمرصاد.. يخلقون ويروجون الأكاذيب والافتراءات ويشترون الذمم ويرفعون شعارات برّاقة بل ويدّعون نصرة الفضيلة، فهذا فرعون يدّعي أنه ينقذ البلاد {إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ}، ويتهم موسى عليه السلام بأنه {يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ}. وما من نبي إلا واتّهم بالكذب والسحر والجنون والضلال فحوصر وحورب وتعرض إلى أبشع أنواع الاضطهاد.

وهنا لنا ان نستحضر كذلك موقف الحسين سبط رسول الله وسيد شباب أهل الجنة عندما قال "إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ..." فقد رأى الحسين أن أمر الأمة قد فسد وأن الأوضاع في ذلك الوقت-كما قال عباس محمود العقاد-بلغت حداً لا يعالجه إلا الاستشهاد وإن "الدعاة المستشهدين يخسرون حياتهم وحياة ذويهم، ولكنهم يمدون دعوتهم بأسباب البقاء".

فسنة الله في الأرض أن ينتصر الحق ولو بعد حين.

{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}

{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}

ومن سنن الله أن ينصر الرسل ومن آمنوا: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} ومن سننه أن يهلك الظالمين: {وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين}

تاريخ النشر 29-08-2020
اقتباسات أخرى ذات صلة