For Prophet Muhammad’s kin!
الرِّضَا من آل مُحمَّد!

لم نعبر قط عن رأينا في أي حاكم أو رئيس عربي ومن ضمنهم الرئيس السوري. كانت ولا زالت هذه سياسة الحساب وكل من يتابع حساب ضاد يعرف ذلك وهناك من يعتب علينا عدم التصريح بمثل هذه المواقف سواء مع أو ضد. كل يوم يتضح لنا صوابية سياستنا هذه بالتحديد. وبعد الأحداث الراهنة في سوريا هناك من يُقوّلنا ما لم نقله أو يعتبر وقوفنا ضد مشروع يباركه الصهيو-أمريكي على أنه تأييد مطلق لنظام الأسد.

هذا على الرغم أننا لم نتناول الموضوع من قبل أصلًا ولا نرضى أن نكون من معدومي المروءة الذين يطلقون لسانهم اليوم فيما سكتوا عنه بالأمس، بل ولم نشِر أبدًا لما يعلمه الكل، أن قادة المقـ/ومة في لبنان وفلسطين ثمّنوا موقف النظام السوري من دعم المـ.قـ.اومة وإمدادها، وأن هذه النقطة بالذات ظلت شوكة في حلق العدوّ. وإنّما فضلنا أن يظل الحساب على سياسته في عدم الخوض في تلك المسألة.

ولكن معذرةً إلى ربنا، ولكي يفهم المحبون موقفنا، وكي يتأكد الشاكّون أن الموقف ليس جديدًا ولا معقدًا، ومعنا بصيرتنا بحمد الله وفضله...نقدم هذه المقاربة:

عندما خرج العباسيون على بني أمية، لم يخرجوا للناس ويقولوا نحن طالبين مُلك، وإنما رفعوا شعار "الرضا من آل محمد"، ودعوا إلى خلع الأمويين وتنصيب آل البيت، فاستجاب لهم الناس لأن هواهم كان في العترة وبقية النبوّة. ثمّ ما إن استقر الأمر للعباسيين وانتصروا، حتى أظهروا وجههم الحقيقي وفعلوا في آل البيت الأفاعيل، من سجن إلى تعذيب وإساءة إلى قتل وتشريد، وفاقوا الأمويين في إجرامهم.

نعم مظالم بني أمية وجرائمهم كانت كبيرة ولا تُنكر، في حق الأمة كلها وفي حق الإسلام. ونعم شعار العباسيّين كان كلمة حق ولكن الصحيح الذي لا شك فيه أن من تابع العباسيّين دون أن يفطن لمؤامرتهم فهو مغفّل استخدموه مطية لأطماعهم ثم داسوه بأقدامهم بعد ذلك. ومن فطِن للعباسيين وأخاديعهم فهل يكون هواه أمويًا؟

الآن يحتل الكيان أراضٍ جديدة من سوريا ولا يلقى أي صدّ، ويعلن مجرمو الكيان أن مشروعهم حقق نجاحًا ساحقًا، وأن الخطوة التالية قطع إمدادات الحزب، وقائد الحراك ضد النظام الراحل يعلن بالفم المليان أن عدوه الوحيد هو محور المـقـ.اومة، والوثائق الرسمية الأمريكية تعلن بلا مواربة أنه صنيعتهم. يعني حتى لم يبالي أن يرفع شعارًا براقًا كالعباسيين، ولكن مع ذلك فالقلوب عليها أقفالها لا تُبصر ما يخطط وينفذ في العلن.

ومن أراد أن يصدّق أو يكذّب فليس عليه سوى الانتظار

سَتُبدي لَكَ الأَيّامُ ما كُنتَ جاهِلاً ... وَيَأتيكَ بِالأَخبارِ مَن لَم تُزَوِّدِ

تاريخ النشر 08-12-2024
اقتباسات أخرى ذات صلة