We afflicted them with distress and adversity so that they might submit themselves (to God) / humble themselves
فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ

هل يصحو الضمير في زمن البأساء والضراء والوباء؟
•••
{وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مّن قَبْلِكَ} كلام مستأنف سيق لبيان أن من المشركين من لا يدعو الله تعالى عند إتيان العذاب لتماديه في الغي والضلال.... {فَأَخَذْنَـٰهُمْ} أي فكذبوا فعاقبناهم {بِٱلْبَأْسَاء وَٱلضَّرَّاء} أي البؤس والضر.... وقيل: البأساء القحط والجوع والضراء المرض ونقصان الأنفس والأموال {لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} أي لكي يتذللوا فيدعوا ويتوبوا من كفرهم (روح المعاني، الالوسي).
•••
{وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَٰهُمْ بِٱلْبَأْسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} البأساء من البأس، والضرّاء: من الضرّ، وقد يكون البأساء من البؤس. قال صاحب الميزان: لعلّ المقصود من الجمع بين البأساء والضرّاء الدلالة على تحقق الشدائد في الخارج، كالجدب والسيل والزلزلة وما يعود إلى الناس من قِبَلها من سوء الحال كالخوف والفقر ورثاثة الحال. {يَتَضَرَّعُونَ}: يخضعون ويتذلّلون إلى الله سبحانه، فيرجعون إلى واقعهم، ويتطامنون من كبريائهم.
.
فهذه هي أحداث التاريخ، وما عاشته الأمم الماضية التي مرّت عليها البأساء والضرّاء وفي ما واجهته من مشاكل وآلام، فقد أراد الله أن يبعدهم عن جوّ الغفلة واللامبالاة الذي تستدعيه حالة الأمن والطمأنينة والاسترخاء الذاتي للنعيم وللراحة اللاهية..... ولكنهم لم يستجيبوا لذلك، لأنهم كانوا خاضعين للعقدة الشيطانية المستحكمة، التي حوَّلت قلوبهم إلى حجارةٍ صماء لا تتفاعل بالمؤثرات الروحيّة التي تهز المشاعر وتوقظ الإحساس.. (تفسير من وحي القرآن، فضل الله)

تاريخ النشر 25-04-2020