.
كأني لا كأنّي
لم يمت أَحَدٌ هناك نيابةً عني
فماذا يحفظُ الموتى من الكلمات غيرَ
الشُّكْرِ : "إنَّ الله يرحَمُنا "
•••
كأني لا كأني …
كلما أَصغيتُ للقلب امتلأتُ
بما يقول الغَيْبُ ، وارتفعتْ بِيَ
الأشجارُ . من حُلْم إلى حُلْمٍ
أَطيرُ وليس لي هَدَفٌ أَخيرٌ .
- محمود درويش
.
.
يقول أنس ابراهيم في مقال بعنوان: "في وهم الكينونة وفخّ الشكل عند بيراندللو ودرويش":
.
يكتبُ درويش في جداريّته: "وكلَّما فتّشتُ عن نَفسي وجدت الآخرين/ وكلّما فتشتُ عنهم لم أجد فيهم سوى نفسي الغريبة/ هل أنا الفَردُ الحشودُ؟"، "الفرد الحشود" كان يمكن قطعًا أن يصلح عنوانًا بديلًا لرواية بيراندللو العبقريّ "واحدٌ، ولا أحد، ومائة ألف"، أي الواحدُ الذي يفتِّشُ عن نَفسهِ فَيجدُ الآخرين، فمِن دُونهم هو "لا أحد"، وكلّما فتش عن نفسه هذه في الآخرين وجد نفسه "الفرد الحشود"، أي "المائة ألف" أحدٍ مِن نفسه فِي مائة ألف ممّن يعرفونه ويظنّون أنّه هو هو، لا غيره، وهو قطعًا، ليس هُو هُو، لا في نظر نفسه ولا في نظر الآخرين، وبلغة درويش: "كأنّي لا كأنّي".

كَأَنِّي لا كَأَنِّي
أدب
تاريخ النشر 13-03-2020