Praise be to you no matter how long the plight will last, And no matter how relentless the pain becomes
لَكَ الحَمدُ مَهما اسْتطالَ البَلاء ومَهما اسْتبدّ الأَلَم

«سفر أيوب» من أجمل قصائد السياب...استخدم فيها السياب شخصية النبي أيوب كقناع والقناع في الشعر هو وسيلة فنية يلجأ إليها الشعراء للتعبير عن تجاربهم بصورة غير مباشرة من خلال شخصية تراثية. وفي هذه القصيدة استخدم السياب شخصية أيوب للتعبير عن مرحلة مرضه واستشفائه في لندن، فنلاحظ أنه يتقمص شخصية أيوب ويتّحد بها اتحاداً تاماً "فنبرة الحمد على البلاء، وتحوّل المصيبة إلى عطاء، والاستسلام القدَريّ الكامل، والتوجه إلى اللّه بما يشبه فناء المحب في المحبوب، هي نبرة أيوبية خالصة وهي تنتمي إلى أيوب بقدر ما تنتمي إلى الشاعر".
.
ولكنّ أيّوب إن صاح صاح:
«لك الحمد، ان الرزايا ندى،
وإنّ الجراح هدايا الحبيب
أضمّ إلى الصّدر باقاتها
هداياك في خافقي لا تغيب،
هداياك مقبولة. هاتها!».
.
.
أشد جراحي وأهتف
بالعائدين:
«ألا فانظروا واحسدوني،
فهذى هدايا حبيبي
وإن مسّت النار حرّ الجبين
توهّمتُها قُبلة منك مجبولة من لهيب.
جميل هو السّهدُ أرعى سماك
بعينيّ حتى تغيب النجوم
ويلمس شبّاك داري سناك.
جميل هو الليل: أصداء بوم
وأبواق سيارة من بعيد
وآهاتُ مرضى، وأم تُعيد
أساطير آبائها للوليد.
وغابات ليل السُّهاد، الغيوم
تحجّبُ وجه السماء
وتجلوه تحت القمر.
وإن صاح أيوب كان النداء:
«لك الحمد يا رامياً بالقدر
ويا كاتباً، بعد ذاك، الشّفاء!»
.
.
.
مقتبس بتصرف من كتاب "التراث في شعر بدر شاكر السياب" لتيسير الزيادات

تاريخ النشر 26-11-2019
اقتباسات أخرى ذات صلة