and when they pass by what is vain  (by senseless talk), they pass by with dignity (with honorable avoidance)
وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا

فالمؤمنون حين يمرون بأمكنة فيها لغو يمرون بسرعة دون توقف لأنهم أرفع من أن يعيروها اهتمام ولكن في الاستخدام الشائع لعبارة (مرور الكرام) المعنى يشمل السطحية في معالجة الأمور وهذا لا يعكس جلال المعنى القرآني.

عبارة "مرور الكرام" في الاستخدام الشائع تشير الى ان "الكريم يكون ذكيًا ذا وقار، فإذا مر بقوم كان خفيفًا عليهم، فلا يطيل المجلس إذا جلس، ولا يكثر من الحديث إذا تحدث. وحتى إن أطال الكريم المجلس وأكثر من الحديث، فإن الناس لا يستثقلون حضوره لكثرة فوائد حضوره عليهم وطيب معشره. لذلك يعتبر الناس أن الوقت الذي يكون الكريم فيه حاضرا، ينقضي بسرعة، بعكس الوقت الذي يكون الغليظ البليد فيه حاضرا، فذلك لا ينقضي بسرعة، وتمر الساعة فيه وكأنها ساعات طويلة.

من ثمة اعتبر الناس مرور الكرام على قوم كناية عن السرعة .. ثم توسعوا في المعنى ليشمل السطحية في معالجة الشيء. فقولهم: "مر عليه مرور الكرام" أي "مر عليه بسرعة"، و"مر على الموضوع مرور الكرام" أي عالجه بسطحية وهكذا. فالقول يستعمل في كل السياقات التي يحتاج الانسان فيها إلى القول إن أمرا ما تم أو عولج بسرعة".

الدكتور عبدالرحمن السليمان

تاريخ النشر 09-10-2019
اقتباسات أخرى ذات صلة