From Faith to Certainty
من الإيمان إلى اليقين

اختلفت التفاسير والآراء حول درجات ومراتب الإيمان. يروى عن بعض الأئمة : (إنّ الإيمان فوق الإسلام بدرجة والتقوى فوق الإيمان بدرجة واليقين فوق التقوى بدرجة) وفي بعض المراجع الصوفية وغيرها حول مدارج السالكين، يقال أن مراتب العلم أو معرفة الله سبعة: الإسلام، الإيمان، الإحسان، علم اليقين، عين اليقين، وحق اليقين. في رأيي، لا يهم كثيراً تحديد هذه الدرجات أو الإتفاق على عددها بقدر التفكّر وتدبر معانيها في السياق القرآني.

الإسلام: {قالت الأعراب آمنّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا} تبين لنا هذه الآية أن ليس كل مسلم مؤمن بالضرورة. {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا} "فالإسلام يمثل الانقياد العملي، والتسليم الطوعي، والانسجام الشكلي مع أوامر الله ونواهيه"، سواء جاء إسلام الشخص عن قناعة أو نتيجة ظروف خارجية ضاغطة أو غير ذلك. {يمُنّون عليك أن أسلَموا قل لا تمنّوا عليَّ إسلامكم بل الله يمنُّ عليكم أن هداكم للإيمان}

الإيمان: "قناعة فكرية وروحية يجسدها السلوك الخارجي عملاً، ليكون قناعةً في الفكر، وشهادةً باللسان، وحركةً في العمل" {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ} يخاطب ويعاتب الله سبحانه وتعالى هنا المؤمنين ويذكرهم أن "هذا هو الخط الإيماني الذي يريد الله من المؤمنين أن يتحركوا فيه، على أساس أنّ الإيمان ليس مجرد كلمةٍ تقال، ولا تمنياتٍ تعيش في دائرة الشعور، بل هو عقيدةٌ تجتذب الفعل" {كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لاَ تَفْعَلُونَ}

التَّقوى : "السير على خطّ العبودية التي تعيش الحضور الدائم للّه في الفكر والحركة والشعور، فلا شيء في الحياة إلاَّ وهو مظهر من مظاهر قدرته، ودليل واضح على وجوده، ولطفٌ من ألطاف نعمته. فإذا عاش الإنسان ذلك في نفسه، كانت الطاعة حركة حياته تبعاً للشعور العميق بالعبوديّة، وكان الوعي لوجود اللّه شعوره الدائم انطلاقاً من وضوح الرؤية في وجدانه، وكان الإحساس بالنعمة سبيلاً روحياً للشعور بالحاجة إلى شكره".

اليقين: "هو طمأنينة القلب، على حقيقة الشّيء وتحقيق التّصديق بالغيب، بإزالة كلّ شكّ وريب. هو العلم المستودع في القلب، الّذي يعارض اللّبس والتشكيك والرّيب". في العرفان الإسلامي، لليقين ثلاث درجات ومراتب: ١- علم اليقين: معرفة الإنسان عن طريق العقل والدليل ٢- عين اليقين : معرفة عن طريق الكشف والمشاهدة ٣- حق اليقين : فناء العبد في الحق، والبقاء به علما وشهودا، وحالا لا علما فقط

*مقتبس بتصرف من مصادر مختلفة، تفسير الآيات مقتبس من "تفسير من وحي القرآن" للسيد فضل الله

تاريخ النشر 20-08-2019
اقتباسات أخرى ذات صلة