الأنا : قلب الأدوار
عمل فني تركيبي تفاعلي للفنان عثمان خنجي @o.khunji
تحاول هذه القطعة الفنية إبراز المفهوم المباشر لمسألة قلب الأدوار بين الله ومخلوقاته.
يتوسط العمل تمثال من طين على شكل كلمة "أنا" يدور عبثاً حول نفسه ومن حوله كلمات الآية الكريمة {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} تتكرر مدار سبع حلقات مختلفة في مقاربة للطّواف حول الكعبة إلا أن الإنسان هنا يدور حول نفسه وفي عكس اتجاه الساعة. في هذا التصوير رمزية لتراجع الإنسان عندما يستسلم لهواه ويسير في الاتجاه المعاكس لجوهر الدين.
ذكرني هذا العمل بمنشور سابق يشرح معنى الآية
{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ}
"تبيّن لنا هذه الآية الكريمة أن مسألة الألوهية لا تتعلق بالمسألة النظرية والتصور العقلي للإله، بل تتصل بالوعي العملي الذي تجسده الممارسة في الواقع. فالاستغراق في اتباع الهوى، في اللذات والشهوات الحسية دون الخضوع للضوابط التي تحددها المصلحة الإنسانية، ووحي الرسالات، ودون أيِّ توازنٍ على خط المبادىء الإيمانية يعني اعتبار الهوى بمثابة الإله المعبود في الاستسلام له، والتسليم المطلق له بالطاعة"
وغير "الهوى" فإن الإنسان يتخذ آلهة غير الله في مواضع كثيرة من دون أن يعي لذلك وهذا ابتعاد عن فكرة التوحيد وإيماننا بأن "لا اله الا الله" فمعظم الناس يكتفون بالفهم الشائع لهذه العبارة... أي ان تعبد الله ولا تعبد صنم ولكن "الصنم ليس الخشب والطين بل الفكرة. فكرة ان هناك قوي يجب نيل رضاه غير الله الواحد. فلا معنى للتوحيد ان لم يرتبط بيقين عميق بأن الله هو الأقوى... بأن هناك اله واحد يستحق السعي لنيل رضاه وتجاهل ما عداه وان هناك قوي واحد يهاب غضبه والاستقواء به على ما عداه".