كلما اتسعت الرؤية، ضاقت العبارة
من أشهر أقوال محمد بن عبد الجبار بن الحسن النفري وهو من أعلام التصوف الاسلامي .
إن "اتساع الرؤية" مع "ضيق العبارة" تصوير بليغ لمعاناة وجودية ومعرفية يعيشها الصوفي وهو يحاول أن يجمع بين الرؤية والعبارة أوبين التصوف واللغة ف«للإتساع» دلالات روحية تعكس غنى ونضج تجربة المتصوف في التقرب الى الله و إدراك حقائق القرآن، وأسرار العالم، وخفايا الإنسان. ولكن اتساع «الرؤية» يصطدم بمعيقات تحول دون أن يتواصل الصوفي مع المتلقين، ومنها يأتي «ضيق العبارة» فيتعثر التواصل، كما يتعذر التبليغ. ولهذا يجد الصوفي نفسه عاجزا عن التعبير عن "رؤياته" و "مواجيده"، وعن تبليغها إلى متلقيه ؛ وذلك لأن "تبليغ وجد الصوفي إلى غيره لا يمكن أن يكون إلا تقريبا وتلميحا بواسطة لغة العرف المشترك التي لا تتسع لوصف عمق التجربة الصوفية.
ولذلك غالباً ما يساء فهم المتصوفة واتهامهم بالكفر لأن كلماتهم قد تفشل في وصف عمق تجربتهم الفريدة.
مقتبس بتصرف من مقالة "القول الصوفي من المنظور البلاغي" لحسن بنيخلف.
"At the top of the list of profound human experiences is the mystical experience... therefore... the mystical experience is one that least lends itself to description... mystics are virtually of a single voice in admitting the inadequacy of their words. They are frequently misunderstood, even charged with heresy, because their words fail to do justice to the unique quality of their experience of oneness. In this sense, their words betray them, particularly when interpreted literally. Therefore, mystics are forced- if they are to give verbal expression to this most profound of experiences- to make use of symbol, metaphor, myth, paradox and finally silence".
.
Adapted excerpt from “Have This Mind” by James E. Royster.