من معلقة امرئ القيس:
وليل كموج البحر أرخى سدولهُ ...عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
فَقُلْتُ لَهُ لما تَمَطّى بصلبه ... وأردَف أعجازاً وناءَ بكلْكلِ
ألا أيّها اللّيلُ الطّويلُ ألا انْجَلي ... بصُبْحٍ وما الإصْباحَ مِنك بأمثَلِ
السدول: الستور
الارخاء: ارسال الستر وغيره
الابتلاء: الاختبار
تمطى: تمدد
الصلب: الظهر
الرَّدْفُ : مؤَخّر كلِّ شيءٍ. أَرْدَفَ : توالَى وتتابع
الأعجاز: المآخير
ناء: بعد
الكلكل: الصدر
الانجلاء: الانكشاف
الأمثل: الأفضل
.
يقول: ورب ليل يحاكي أمواج البحر وتوحشّه ونكارة أمره وقد أرخى عليّ ستور ظلامه مع أنواع الأحزان، أو مع فنون الهم، ليختبرني أأصبر على ضروب الشدائد وفنون النوائب أم أجزع منها.
.
يقول: فقلت لليل لما مد صلبه (يعني لما أفرط في طوله ونائت أوائله)، وأردف أعجازاً (يعني ازدادت مآخيره امتداداً وطولاً)، وناء بكلكل (يعني أبعد صدره)، أي: بعد العهد بأوله. (هنا استعار لليل صلباً واستعار لطوله لفظ التمطي ليلائم الصلب واستعار لأوائله لفظ الكلكل ولمآخيره لفظ الأعجاز). وطول الليل ينبئ عن مقاساة الأحزان والشدائد والسهر المتولد منها، لأن المغموم يستطيل ليله، والمسرور يستقصر ليله
.
يقول: قلت له ألا أيها الليل الطويل انكشف وتنح بصبح أي: ليزل ظلامك بضياء من الصبح ثم قال: وليس الصبح بأفضل منك عندي لأني أقاسي الهموم نهاراً كما أعانيها ليلاً.
.
المصدر: شرح المعلقات السبع للزوزني
.
Translation by F. E. Johnson:
.
Many a night has let down its curtains around me amid deep grief,
It has whelmed me as a wave of the sea to try me with sorrow.
Then I said to the night, as slowly his huge bulk passed over me,
As his breast, his loins, his buttocks weighed on me and then passed afar,
"Oh long night, dawn will come, but will be no brighter without my love"
.
Translation by A.J. Arberry:
.
Oft night like a sea swarming has dropped its curtains
Over me, thick with multifarious cares, to try me,
And I said to the night, when it stretched its lazy loins
Followed by its fat buttocks, and heaved off its heavy breast,
‘Well now, you tedious night, won’t you clear yourself off, and let
dawn shine? Yet dawn when it comes, is now way better than you.