انتشر في الآونة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي استخدام رمز البطيخ 🍉 في الهاشتاجات والمنشورات التي تدعم فلسطين (نظرًا لتشابه الألوان مع العلم الفلسطيني)، وجزء من ذلك هدفه تفادي ما يسمى بـ "حظر الظل" (shadow ban) على هذه المواقع.

هذه المعركة الرمزية ليست جديدة، وإنما تعود لأكثر من خمسين عامًا. فبعد حرب 1967، جرّم الاحتلال رفع العلم الفلسطيني في غزة والضفة، فما كان من الفلسطينيين إلا أن صاروا يشقون البطيخ أمام الجنود ويرفعونه لتحدي هذا التجريم.

يصف عبد الوهاب المسيري هذه الظاهرة فيقول:

"عند مرور القوات الإسرائيلية يقوم الفلسطينيون بقطع البطيخة إلى نصفين ثم يرفعون أحد النصفين، وكل لبيب بالإشارة يفهمُ، إذ إنه سيرى ألوان البطيخة المقطوعة، فهي حمراء وقشرتها خضراء وبيضاء وبذورها سوداء - وهي ألوان العلم الفلسطيني. ولعل عملية قطع البطيخة في حد ذاتها تذكر المستعمر الإسرائيلي بأشياء كريهة أخرى يُقال لها إرهابية، أي أن قطع البطيخة أكثر عُمقًا ورمزية من مجرد رفع العلم"
.
"سلاح البطيخة في نهاية الأمر يعبِّر عن الهوية ويدعمها، والهوية هي حلبة الصراع الحقيقية بيننا وبين العدو"
.
ويقول الفنان سليمان منصور @sliman.mansour أن الاحتلال في أواخر السبعينات مطلع الثمينات أصدر أوامر تتعلق بالممنوعات الإسرائيلية المتعلقة باللوحات والأعمال الفنية الفلسطينية، ومن بينها حظر رسم ألوان العلم الفلسطيني (الأبيض، والأسود، والأحمر، والأخضر)، وأكدوا أن أي لوحة تتضمن هذه الألوان حتى لو كانت تعرض بطيخًا، سوف تجري مصادرتها لتضمنها ألوانا ممنوعة.