من خطبة (جمعة النصر) للإمام الخامنئي تأبينًا لسيد المقـ//ومة
أخي وعزيزي ومبعث افتخاري واللسان البليغ لشعوب المنطقة ودرة لبنان الساطعة
نحن جميعًا مصابون ومكلومون.. إنه لفقدان كبير.. لقد أفجعنا بكل معنى الكلمة، غير أن عزاءنا لا يعني الاكتئاب واليأس والاضطراب، بل هو من سنخ عزائنا على سيّد الشهداء الحسين بن عليّ عليه السلام؛ يبعث الحياة، ويُلهم الدّروس، ويوقدُ العزائم، ويضخّ الآمال.
لقد غادرنا بجسده، لكن روحه ونهجه وصوته الصادح سيبقى حاضرًا فينا أبدا.
لقد كان راية المقـ//ومة في وجه الشياطين الجائرين، وكان اللسان البليغ للمظلومين والمدافع الشّجاع عنهم.
العدوّ الخبيث الجبان، إذ عجز عن توجيه ضربة مؤثّرة لبنية حركات المقـ//ومة المتماسكة، عمد إلى التظاهر بالنّصر من خلال الاغتيالات وقتل المدنيّين وحرق قلوبهم.
ما نجمَ عن قتل المدنيّين هو تراكمُ الغضب وتصاعدُ دوافع المقـ//ومة، وظهور المزيد من الرجال والقادة والمضحّين، وتضييق الخناقِ على الذئب الدّموي.
لقد كان السيد العزيز طوال ثلاثين عامًا على رأس كفاح شاق، وارتقى بالحزب خطوة خطوة ﴿كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ﴾
أيّها الأعزّة، القلوبُ المفجوعة تستلهم السكينة بذكر الله وطلب النّصرة منه. الدّمارُ سيُعوَّض، وصَبرُكم وثباتُكم سيُثمر عزّةً وكرامةً.



