المقولة جزء من رسالة الحسين لأخيه محمد بن الحنفية، وهي بتمامها: "بسم الله الرحمن الرحيم. من الحسين ابن علي إلى محمد ابن علي ومن قبله من بني هاشم. أما بعد، فكأن الدنيا لم تكن. وكأن الآخرة لم تزل."
وقوله من جوامع الكلِم، فيها لخص فلسفته العرفانية في الحياة، فهو ابن الآخرة وقلبه معلق بها، والدنيا وإن كان يعيش فيها فهي بالنسبة له مجرد معبر زائل، وهذا هو المعنى الذي عبر عنه النبي صلوات الله عليه وآله بقوله: "كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل"، وألمح إليه الإمام علي في قوله: "لدوا للموت، واجمعوا للفناء وابنوا للخراب"، يعني أن الدنيا دار زوال.
ومن مقولة الحسين اقتبس عبد الصمد العبدي بيته الذي ينعى فيه شبابه:
"شباب كأن لم يكن
وشيب كأن لم يزل"