تحدث النبي ﷺ عن مقتل الحسين عليه السلام وبكاه قبل استشهاده بنصف قرن. والملفت أن هذا المشهد نقل عن عدة رواة وبعدة أسانيد. روي عن أم الفضل وأم سلمة وعائشة وزينب بنت جحش وعدد من الصحابة ينقل كل واحد منهم مشهدًا مختلفًا هو رآه. لو كانت هذه الأحاديث فقط في كتب الشيعة لأمكن أن يقال أنها نتيجة تفاعل عاطفي أو تفسر بأي تفسير آخر ولكن حينما تأتي هذه الأحاديث في مصادر الحديث المختلفة وبأسانيد صحيحة وعبر رواة مختلفين فهذا يدل على وقوع هذا الأمر من رسول الله ﷺ ولقد روي في السيرة النبوية أن الرسول ﷺ تفاعل مع حدث مستقبلي بهذه الدرجة من التفاعل.. يبكي وعيونه يسيل منها الدمع وفي أكثر من موقف. هذا يدل على أن هذا حدث مهم وفريد وينبغي أن تهتم به الأمة. حاول الأمويون أن يعتموا عليه وهذا أمر طبيعي لأن انتشار هذه الحادثة بتفاصيلها يعتبر فضيحة لإرهابهم وعدوانهم على رسول الله ﷺ وعلى سيد شباب أهل الجنة. وسلكت السلطات المتعاقبة هذا المنهج. ولكن الحدث فرض نفسه. وها نحن اليوم نحيي ذكرى استشهاده.
مقتبس بتصرف عن خطبة للشيخ حسن الصفار: القراءة الموضوعية في السيرة الحسينية