تبلغ أكمل الإيمان حين تستطيع أن تُشخّص ناطقيّة القرآن الكريم في زمانك سلوكًا وعملًا، فلا فائدة للقيمة إن لم تتحول لسلوك، وكل المفاهيم تكون جامدةً في الذهن ما لم ترتسم بشكل تطبيقيٍّ في إنسان.
كان رسول الله صلى الله عليه وآله قرآنًا يمشي على الأرض، بجهاده وأخلاقه ورفضه للذل ومواجهة المستكبر ورفع الحيّف عن المظلوم، وبذلك تكون بيعتهُ بيعةً لله سبحانه وتعالى.
أغلبُ الأُمة من أهل الصلاة والصوم لكنها فشلت في اختبار معرفة القائد " يوم ندعو كل أناس بإمامهم" وهنا يكمن نكوصها وارتكاسها، فلو عرفتْ إمام الحق والمبادئ لسارعتْ إلى مغفرة وجنة عرضها السماوات والأرض.
فحينما ترى " علماء" يقرأون القرآن ويستدلّون بآياته، لا تنخدع بهم، وحسبك في هذا السياق أن تعرف أن النبيّ قد هدم مسجد ضرار الذي أُسس على شر وفساد " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ وَ اللَّه لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ".