Learned Helplessness
العجز المكتسب

لقد نجح المستعمِر في استغلال عقيدة الفداء المسيحية وإخراجها من السياق الديني لها إلى ميدان السياسة والتسلل بها إلى عقول الشعوب العربية والإسلامية، فليست سردية " غزة تنوب عن الأمّة" إلّا مثالًا على ذلك، فبينما تدفع غزة ثمن المقاومة وينزف أبناؤها الدماء بشكل مستمر يكتفي الكسول بتمجيد دور البطل وأسطرته في مشاهد درامية ونصوص كتابية في إطار يُعفيه عن دوره ويقصيه من تكليفه الجماعي، بل ويصنع من المأساة الجماعية مواعظ فردية تجعله راضيًا عن يومه الذي كان يراه " روتينيًا".

هذا الإقصاء والعزل الذي مارسه المحتل قد جعل تضامن الشعوب مسيطرًا عليه ومرضيًا عنه ضمن إطار " العجز المكتسب" حتى إذا قرر الواحد منهم مساعدة غزة راح يُضرب عن الطعام! وإذا استزاد؛ نصبَ خيمةً في العراء وعاش فيها! وكل هذا بسبب التفاعل مع النتائج دون السبب الذي ينظر لجوهر الصراع، والاكتفاء بمشاهدة الأحداث عن بُعد مع الاستسلام لساحة الحرب الافتراضية والترندات على مواقع التواصل الاجتماعي التي حولت الواحد منهم لمقاتل افتراضي سلاحه لا يتجاوز الشتم واللعن.

لذا، فإن الاهتمام بقضايا كغزة ليس ترفًا بل ضرورة، لحماية النفس من الاستسلام للواقع الاستعماري والتحول إلى ضحية سهلة تكونُ فيها شبيهًا للمستعمِر في كل شيء حتى تمسي مهمة احتلالك عسكريًا فيما بعد أمرًا هينًا، يجب أن نتجاوز الفردية ونعيش هموم الأمّة، " فنحن أمام حرب إبادة مفروضة ومن العار أن نخوضها متفرّقين، فإما أن ننهض جميعًا وإما أن يقتلونا فُرادى"

✍🏼 @hassanomar_99

تاريخ النشر 24-12-2024