I saw nothing but beauty
ما رأيتُ إلّا جميلًا

الانتصار بالنقاط: انتصار الجمال
✍🏼 @hassanomar_99

ليست المعركة اليوم معركة صواريخ ودبابات فحسب، بل هي معركة رؤية، معركة نظرة إلى الوجود.

إنها بين من يرى هذا الكون محضرًا إلهيًا تتجلّى فيه أسماء الله وصفاته، وبين من يروّج للعدمية، ويزعم أن الوجود عبثٌ، والحياة فراغ.

في خضم هذا الصراع، يظنّ العدو أن بطشه كافٍ لتحطيم وعينا، لتفريغ وجودنا من أي معنى. لكن ما لا يفهمه هو أننا أبناء "ونفخت فيه من روحي"، فلا نرى الحياة كما يريدوننا أن نراها. نراها منسوجة بالجمال الإلهي، نقرأها ببصيرة الموحّد، نستدلّ على الله بالمعنى، وبالجمال. نتذوق الوجود كما يتذوقه العارفون بالله، لا كما يستهلكه الماديون التائهون.

عدونا لا يخاف فقط من سلاحنا، بل من ذائقتنا، من قدرتنا على أن نبتسم ونحن في الألم، أن نحيا في المقابر وكأنها جنّات، أن نمشي حفاة في الركام ونحن نرى جبالًا من المعاني.

هو يريدنا عبيدًا لعدميّته، لكننا انتصرنا عليه بجمالنا:
بجمال الروح حين تُصلّي والسماء تقصف. بجمال العين التي ترى في كلّ شيء آية. بجمال القلب الذي لا ييأس لأن الله فيه.

نحن لا نعيش الحياة لأننا نخاف الموت، بل لأننا نعرف أن هذه الحياة طريق إلى الله. ولهذا، نعيشها كما يحب الله: بذوقٍ، بتوحيدٍ، بحبّ. وهذا هو الجمال.

إن رؤية الجمال ليست ترفًا عندنا، بل هي جبهة مقاومة. جبهة يراها البعض شعرًا ومجازًا، ونراها نحن نورًا ومعبرًا، نفتح بها كُوّات في جدران العدم لنقول: هذا العالم ما زال فيه معنى، وما زلنا نراه جميلًا.

حين نتمسك بجمالنا وسط القبح، نثبت أن المعركة ليست على التراب فقط، بل على المعنى.

وحين نظلّ نرى النور في الظلمة، نُفشل أعظم مشاريعهم: تفريغنا من الروح.

نحن أبناء التوحيد، نرى العالم منسجمًا مع الله، ونرى يد الله في كل حدث.

ونحن أبناء الجمال، لا نُهزم لأننا لا نكفر بنعمة الوجود.
بهذا كله، نحن ننتصر بالنقاط، لا لأننا نملك أدوات القوة المادية وحدها، بل لأننا نملك أدق نقاط القوة: الرؤية، الذوق، الإيمان.

نملك القدرة على أن نرى القبح في المذابح، لكن لا ننسى الجمال في وجه شهيد، ولا الحنان في قلب أم صابرة، ولا النور في لحظة الذكر تحت النار.

نحن مفاجآت الله في هذا العالم، ونحن نُعيد تشكيل الوجود بأعيننا التي ترى، وقلوبنا التي تُذعن، ودمائنا التي تُنبت المعنى في الأرض.

هذه هي نقطة انتصارنا الجديدة: نقطة المعنى، نقطة الجمال. نقطةٌ لا تُرى بالسلاح، لكنها تُزلزل أسس العدمية.
نقطةُ صناعة نصرٍ داخليّ، يبني أمة من النور. والنقطة كما علّمتنا المعركة، تراكم نصرًا لا يُهزم.

تاريخ النشر 29-04-2025
اقتباسات أخرى ذات صلة