Preventing harm is more important/prioritized than bringing benefit
درء المفاسد مقدَّم على جلب المصالح

هذا المبدأ الفقهي يعد جزءًا من الموروث الإسلامي منذ قرون، هل يمكننا يا ترى الاسترشاد به في حل الأزمة المناخية؟

الوقود الأحفوري الذي جلب منفعة لا شك فيها للبشرية جميعًا، وساعد في تحقيق تقدم كبير على مدار العقود الماضية، صار سببًا لفساد كبير يهدد المستقبل.

في إحدى الوثائق الإسلامية حول تغير المناخ، أكدت مؤسسة إسلامية معنية بالشؤون البيئية بأننا باستمرارنا في الاعتماد على الوقود الأحفوري ومشتقاته "نستعجل دمارنا"، وأن ذلك بسبب "الفساد الذي أحدثه الإنسان في الأرض نتيجة سعينا القاسي وراء التكاثر في الأموال والاقتصاد الاستهلاكي". فلمّا كان "السعي وراء النمو الاقتصادي غير المحدود أمر غير قابل للاستمرار"، صار لزامًا علينا أن نعمل سويًا للاستثمار في الطاقة المتجددة، والسعي التدريجي للتخلص من الوقود الأحفوري، مستلهمين في ذلك روح الإسلام وسنة الله في الحفاظ على التوازن الكوني.

وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ‎﴿٧﴾‏ أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ‎﴿٨﴾‏ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ

المقصود بالميزان هو مجموعة القوانين الّتي جعلها الله سبحانه وتعالى ليضبط من خلالها حركة الكون، وجعل للميزان جزأين؛ الميزان التّكويني والميزان التّشريعي. الميزان التكويني هو مجموعة السّنن والقوانين التي لها علاقة بالخلق والإيجاد، وأنّ وجوده يُشكّل الضّمانة لاستقرار هذا الكون بكلّ عناصره، ومنها خلق السماوات والأرض، كما في قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ}
.
وقوله تعالى: {وَآيَةٌ لَهُمْ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ* وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ* لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ}.
••••
هذه السلسلة من المنشورات برعاية @lingo_initiative، مؤسسة غير هادفة للربح تسعى لإنهاء حرق الوقود الأحفوري، وتسريع وتيرة الانتقال إلى عالم يعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 100%

تاريخ النشر 28-05-2022