إصلاح الأرض واجب قرآني
يعرّف القرآن الكريم مكانة الإنسان بأنه خليفة الله في الأرض {إني جاعل في الأرض خليفة}، ودوره هو تعميرها {هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها}، وقد فهم المفسرون القدامى أن ذلك يعني مسؤولية البشر الجماعية عن حسن استغلال الأرض والاستفادة من مواردها.
وإن كان الأسلاف قد فهموا هذه الآيات في سياق ينحصر في إحياء الأرض الموات وحفر الآبار وغير ذلك، فمشكلات عصرنا، وخاصة الأزمة المناخية الملحّة التي نشهدها، تحتم علينا أن نعيد التفكير في مقصد الشرع، وأن ننظر إلى الأمر القرآني بمنظور أوسع يشمل الأرض بأكملها، ويشمل أيضًا حق الأجيال التي ستُحرَم من خيرات هذه الأرض إن استمر التغير المناخي على وتيرته الحالية جراء التلوث من النشاطات البشرية التي يسببها الوقود الأحفوري من نفط وغاز طبيعي وفحم حجري.
(مرر الشاشة للاطلاع على أثر الكارثة المناخية على البشر والأرض)
يبين القرآن الكريم أن المسؤولية تقع علينا جميعًا في إصلاح الأرض {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها}، وأن الخلل أيضًا مسؤوليتنا جميعًا {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس}. وبناء على ذلك، علينا أن نعمل جميعًا، أفرادًا ومجتمعات، من أجل المناداة بحلول هيكلية كبرى ذات أثر فعال، وألا ننتظر من الأزمة أن تنفرج من تلقاء نفسها، عملًا بقوله تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.
.
هذه السلسلة من المنشورات برعاية @lingo_initiative، مؤسسة غير هادفة للربح تسعى لإنهاء حرق الوقود الأحفوري، وتسريع وتيرة الانتقال إلى عالم يعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 100%