"نحن نعيش مرحلة تاريخية غير مسبوقة، تتعلق بسيادة نظام أدّى، تدريجيًا، إلى سيطرة التافهين على جميع مفاصل نموذج الدولة الحديثة… نلحظ صعودًا غريبًا لقواعد تتسم بالرداءة والانحطاط المعياريين: فتدهورت متطلبات الجودة العالية، وغُيّب الأداء الرفيع، وهُمشت منظومات القيم، وبرزت الأذواق المنحطة، وأُبعد الأكفّاء، وخلت الساحة من التحديات، فتسيدت إثر ذلك شريحة كاملة من التافهين والجاهلين وذوي البساطة الفكرية، وكل ذلك لخدمة أغراض السوق بالنهاية، ودائمًا تحت شعارات الديموقراطية والشعبوية والحرية الفردية والخيار الشخصي، حتى صار الأمر يذكر بما كان مونتسكيو يحذر منه من وجوب صون الحرية عن الابتذال، عندما قال "ممارسة الحرية من قبل أكثر الشعوب تمسكًا بها تحملني على الاعتقاد بوجود أحوال ينبغي أن يوضع فيها غطاء يستر الحرية مثلما تستر تماثيل الآلهة"
- من مقدمة كتاب "نظام التفاهة" للدكتور آلان دونو (ترجمة وتعليق الدكتورة مشاعل الهاجري).
هناك حالات ينبغي أن يوضع فيها غِطاءٌ يستر الحرية، مثلما تُستَر تماثيل الآلهة.
فكر
تاريخ النشر 24-10-2021



