يُروى عن الإمام جعفر الصادق (ع) قوله لشيعته: "كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا قولوا للناس حسنا، واحفظوا ألسنتكم، وكفوها عن الفضول وقبيح القول".
في المناخ الحالي على مواقع التواصل الذي يسوده التناحر والتلاعن وسوء الأدب، من المهم دائمًا أن نتذكر أن قادتنا وشهــ..دائـ.نا ليسوا فقط رجال ميدان وقتال وحماسة ووعيد للعدوّ، بل هم أيضًا سادة علماء على خلق عظيم وينتمون إلى خط إيماني قرآني ومبادئ سامية، وأسلوب في النقاش يجسد قيم الإسلام في الجدال بالتي هي أحسن.
هذه الراية لها مسؤولية، خاصة إذا كنت مؤثرًا على مواقع التواصل وتحب خط هذه القيادة وتدافع عنهم. في الآونة الأخيرة، لاحظنا عددًا كبيرًا من الأسماء والحسابات المحترمة المعروفة بدعم المقـ.ـاومة تنغمس وتتفاعل مع حسابات مشبوهة للغاية ويصدر منها سلوكيات مرفوضة مما يهبط بمستوى الحوار والنقاش إلى درجة متدنية.
من باب التواصي بالحق، نرى أن هذه التصرفات تسيء إلى من نناصرهم أكثر مما تنفعهم، وهي أدعى لأن يتفرق الناس عن حقنا، وكأننا نهدي الأعداء والمتواطئين واللامزين ما يشنعون به علينا. ثم في الاحتكاك بهؤلاء قبول صامت لسلوكهم الذي استنكره أمير المؤمنين (ع) وقال لأصحابه: " إني أكره لكم أن تكونوا سبابين، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر".
ومن باب "خذوا حذركم"، نقول لإخواننا أن من تجدونه متحمسًا "بزيادة" طوال الوقت، ويسب ويلعن ويحتدّ، هذا الشخص قد يكون مدسوسًا. من الطرق الاستخباراتية المعهودة في اختراق الحركات الفكرية أن يحضر الندوات والفعاليات عناصر يمثّلون أنهم أنصار مخلصون، ربما يهتفون هتافًا أكثر تشددًا من أصحاب القضية.. فيصموا جميع الحضور ويصبحوا في خانة واحدة، أو ربما يفتعل شجارًا أو أمرًا يسوّغ التنكيل بالفعالية كلها أو يسأل سؤالًا جدليًا ويشتد في الإجابة وما شابه ذلك.
قضيتنا قضية حق، وأنعِم بحقٍ زانه لسان الحِكمة وحَرَسَته عين الحذَر.