نسخ الرابط 
🎨 @melissa.chalhoub
يريد البعض أن يفسر المنشور الأخير عن الاستشراق الذاتي على أنه نداء للتعصب أو التقوقع الثقافي والانكفاء على الذات للحفاظ على اللغة والهوية، وهذا أبعد ما يكون عن الصواب. الانفتاح على الثقافات الأخرى وتلاقح هذه الثقافات يخدم ويغني ويحافظ عليها وليس العكس. الاستشراق الذاتي يشير إلى ظاهرة سلبية وهي رضوخ وانسلاخ الشعوب عن ذاتها وانبهارها وانصهارها بالآخر وتعكس هذه الحالة ما سماه المفكر الجزائري الكبير مالك بن نبي بـ"القابلية للاستعمار".
أضاف أحد المعلقين في المنشور الأخير نقطة في غاية الأهمية وهي أن الاستشراق الذاتي يظهر أيضا من خلال المنظمات الخيرية وهذه نقطة يغفل عنها الكثيرون بل ويقعون في الفخ الذي تنصبه بعض هذه المنظمات.
في مقالة بعنوان NGO-ization of Resistance أي تحويل المقاومة إلى منظمات غير ربحية، تتحدث الكاتبة الهندية أرونداتي روي Arundhati Roy عن تأثير هذه المنظمات في المجتمع الهندي. كل النقاط التي ذكرتها تنطبق على المجتمعات العربية والدول النامية. إليكم ملخصًا بأهم النقاط.
تقول روي:
.
*يعد تحويل المقاومة إلى منظمات غير حكومية من المخاطر التي تواجه الحركات الجماهيرية
*تساهم هذه المنظمات في نزع فتيل الغضب السياسي وتغيير نفسية الجماهير من خلال توزيع الأموال وتقديم المعونات التي ينبغي أن تكون من حق الشعب أصلًا
*تخضع هذه المنظمات غير الحكومية للمساءلة أمام الجهات التي تمولها وليس الناس الذين تعمل بينهم.
*لا شيء يوضح هذا الاستنتاج أكثر من أن الولايات المتحدة وهي تستعد لغزو دولة ما، فإنها تجهز المنظمات غير الحكومية لدخول هذه الدولة وتنظيف الدمار.
* تعزز هذه المنظمات الصور النمطية العنصرية، وتعيد التأكيد على إنجازات الحضارة الغربية وتعاطفها المزعوم مع الشعوب المنكوبة دون أن تسلط الضوء على الذنب الذي تحمله هي بسبب تاريخها من الإبادة الجماعية والاستعمار والعبودية (وسياساتها الراهنة التي تسبب كل هذا الدمار)
*توظف هذه المنظمات السكان المحليين لخدمة أجندات من يمولها ولكنها توهمهم أنهم يقومون بواجب خيّر وذي تأثير مباشر (ويجنون رزقهم في الوقت نفسه).
*إن تحويل السياسة إلى مجال تهيمن عليه المنظمات غير الحكومية يهدد بتحويل المقاومة إلى وظيفة ذات مرتب ثابت ومواعيد من التاسعة حتى الخامسة، بالإضافة إلى بضع مزايا أخرى. ولكن المقاومة السياسية الحقيقية لا تتضمن مثل هذه الطرق المختصرة. إن المقاومة الحقيقية لها عواقب حقيقية، ولا تمنح القائم بها مرتبًا.
