{لْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُواْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
.
(١) {وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُواْ} وليتخلّقوا بأخلاق الله في العفو والصفح والمغفرة، وليتّخذوا ذلك وسيلة إلى طلب عفو الله عنهم
.
{أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} فإذا كنتم تحبون مغفرة الله في ما أسأتم إليه أو عصيتموه، فاطلبوا ذلك بالعفو عمّن أساء إليكم، وستجدون الله في موقع المغفرة والرحمة لكم
.
{وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
•••
(٢) هذه الآية مهمة لأنها تتحدث عن علاقة بين أمرين: بين المغفرة التي يريد الإنسان أن يحصل عليها من الله سبحانه وتعالى من جهة وبين عفونا وصفحنا نحن عن الناس وكأن الله يقول لنا "إذا تريدونني أن أغفر لكم فاعفوا واصفحوا عن الناس"
.
فالعفو والصفع بل والدعاء بالهداية والمغفرة لمن آذنا هي من أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم فروحيته الطيبة وحبه للخير لم يقتصر فقط على من أسلم به ومن آمن به بل كان يشمل حتى من يؤذونه فكان يقول حينها: اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون... اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
.
هل نملك نحن هذه الروحية التي تجعلنا أن نحب الخير للجميع حتى الذين نختلف معهم وحتى لو كنا نعتقد أننا على هدى وهم على ضلالة. نحن بحاجة إلى هذا اللون من حب الهداية والخير للآخرين والابتعاد عن الأنانية والقسوة وانغلاق العقل والقلب والمشاعر على الآخر وخاصة أقرب الناس من أهل وأصدقاء.
.
لعل الامتناع عن الصفح والعفو عمّن أساء إلينا من المثقلات التي تحول دون وصول دعواتنا للسماء...
.
المصادر:
(١) تفسير من وحي القرآن، السيد محمد حسين فضل الله
(٢) ثلاثة أمور نحتاجها قبل ليلة القدر ومعها وبعدها (يوتيوب)، السيد جعفر فضل الله (مقتبس بتصرف)