We, the followers of Ali ibn Abi Talib, shall not abandon Palestine
نحن شيعة علي بن أبي طالب في العالم

انتشرت على مواقع التواصل في الأيام القليلة الماضية آراء مشبوهة في أوساط شيعية تدّعي الانتماء إلى خط المقاومـ.ـة. هذه الآراء متشابهة من حيث الصياغة والمضمون بشكل يوحي أنها "ترند مُسيَّر" أطلق من غرفة عمليات واحدة وتلقفها بعض الجهلة والسذج، بينما لم تنطلي على البيئة الحاضنة للمـ.ـقاومة. هذه النغمة ستعلو الأيام القادمة لذلك لا بد من أن نفطن لها فورًا.

مفاد هذه الآراء هو التساؤل (غير البريء) ما إذا كانت تستحق فلسطين كل هذه التضحيات من جبهات محور المق/ومة لا سيما- حسب رأيهم- أن الكثير من الفلسطينيين والمسلمين "السنة" ما زالوا يشككون ويسيئون لجبهات الإسناد ورموزها، ويصطفون مع من يتعاون مع الصهاينة بسبب العصبيات المذهبية. ولذلك أما آن أوان الانسحاب من المعركة وإعادة حساباتنا؟

هناك عدة مغالطات في هذه النغمة والسردية المشبوهة:

1- تصدر هذه الآراء من أشخاص لا ينتمون مباشرة إلى البيئة الحاضنة للمقاومة (أي عوائل الشهداء والجرحى والنازحين) التي تشربت وترعرعت على نهج السيد والتي إن كان لأحد الحق في أن يتحدث عن التضحيات فهم الأولى بذلك.

2- الشهد/ء القادة ورجال الله في الميدان يعملون لله وفي سبيل رضاه وحده، وكل هذه التضحيات ليست للجزاء ولا الشكور. ونصرة المظلومين واجب ديني لكل المسلمين ولا سيما أتباع مدرسة آل البيت (ع). الاستجابة لاستغاثات المستضعفين هي عقيدة والتزام إيماني بالإجابة عن كل صدىً لنداء الحسين (ع): "هل من مغيث يرجو الله بإغاثتنا".

3- فلسطين ليست قضية الفلسطينيين فحسب. هي قضية كل عربي ومسلم وعندما ندافع عن فلسطين فنحن ندافع عن أنفسنا.

4- الهدف من هذا الكلام هو تكريس الانكفاء على الذات، والقضاء على أهم منجزات الطوفان في تحقيق التقارب الحقيقي، وكسر شوكة المد التحرري المحتمل إن أدرك المسلمون أنهم أمة واحدة دون الناس تستطيع اقتلاع قوى الاستكبار العالمية.

5- لا صوت يعلو فوق صوت قادة المقـ.ـاومة في فلسطين الذين لم يتركوا مناسبة دون شكر المحور، ليس فقط في الدعم منذ انطلاق الطوفان، بل وفي التسليح والتدريب وبناء القدرات قبل ذلك بسنوات.

6- جبهات المحور لها قرارات مستقلة وليس من الضروري التطابق في الآراء بين كل جبهات المحور وجمهوره. ولا يجب أن نتسرع في الهجوم لأي بادرة اختلاف بينما كل أطراف الباطل على اختلاف أهوائهم وتغاير أهدافهم يقفون صفًا واحدًا عندما يحاربوننا.

ولذلك عندما خرج السيّد في يوم القدس منذ 11 عامًا وفي أوج ما يسمى بالربيع العربي وألقى كلمته "نحن شيعة علي بن أبي طالب…" وأكد على غير عادته على انتماء الحزب "الإسلامي الشيعي الإمامي الاثنا عشري" وعلى ما وصفه أنه حقيقة "عُمِّدت بالدمّ" وضحى الحِزب من أجلها بفلذات كبده، هذه الحقيقة هي أن من اختار طريق علي بن أبي طالب عليه السلام فقد نصب نفسه خصمًا للظالم وعونًا للمظلوم أبد الدهر. وأن من يختار هذا السبيل اليوم، ويعارض مشروع استعباد الأمة، فسيُقال عنه ما يُقال، ويُرمى بالاتهامات من القريب والبعيد، لكنه لا بد أن يستمر من منطلق عقائدي إيماني.

كان السيد حينذاك يؤسس ويربي جيلًا من أتباع مدرسة أهل البيت على هذه المبادئ استشرافًا منه لمثل هذه الأيام التي ستخرج فيها الأصوات التي تريد تفريغ الدين ومدرسة أهل البيت من القيم التي أسست من أجلها. وقد صدقت بصيرته فيهم، فلنُخمِد هذه الأصوات فورًا وننتبه إليها كي تصدُق بصيرته فينا وفي وَعْيِنا أيضًا.

تاريخ النشر 17-12-2024
اقتباسات أخرى ذات صلة