The Time of Ironclad Awareness
زمن الوعي الحديدي

لشعور السائد هذه الأيام بين مؤيدي المقـ.ـاومة على مواقع التواصل هو الإحباط، من لا يزال يتمسّك برؤية القيادة ومنهجها وبصيرتها مُحبَط من تقلّب آراء أناس كان يثق في ثباتهم، وغفلة أناس كان يثق في يقظتهم، ووهن أُناس كان يثق في عزيمتهم. وفي الوقت نفسه، من كان يؤيد المقـ.اومة على حرفٍ محبطٌ بسبب ما يظنه هزيمة للمحور وانتصار لأعدائه.

في مثل هذا الوقت، لن ينجو ولن يثبُت إلا أصحاب اليقين والوعي الذي لا يهتز مهما كثُرت الأكاذيب. وهذه أصلًا هي الحكمة في مداولة الأيام بين النّاس، فالكل متساوون في حب الحق ما دامت الغَلَبة لأهله، لكنّ الله لا يرضى أن يترك النّاس هكذا دون تمييز وتمحيص.

لكي نخرج من هذه الحالة، لا بد أن نعرف طبيعة هذه المعركة وحجمها، وأن نفهم معنى المقـ.ـاومة. في خطاب اليوم يقول الأمين العام إن المقـ.ـاومة إيمانٌ وإعداد، وأن الجولات في معركتنا مع قوى الهيمنة أمر طبيعيّ، ومعنى هذا الكلام أن معيار النصر الأهم هو الاستمرار والثبات. هذا الثبات لن يتحقق بكثرة الإمدادات ولا بقلّتها، بل بتأسيس نفسٍ لا يزيدها تقلُّب الأحوال إلا يقينًا بأن الله هو المدبّر الحكيم... نفسٍ لا تغترّ بالنصر، ولا تضعفها الهزيمة، ولا توهنها الأكاذيب.

بناء الوعي إذًا هو المسؤولية الكُبرى أمامنا اليوم، مثلما نرى إن كيّ الوعي هي المهمة الكبرى لأهل الباطل وأبواقهم. فلنبنِ وعينا كافةً كما يزيّفونه كافّةً، لأن للحق جولة كُبرى قادمة، لا بد أن نُعد أنفسنا لأجلها منذ هذه اللحظة.

تاريخ النشر 14-12-2024