اعمل لدنياك كأنّك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنّك تموت غداً
- علي بن ابي طالب (ع)
هذا هو التَّوازن الّذي ينبغي أن نلتفت إليه وخصوصاً أنَّ هناك من يميل دوماً إلى ترجيح كفَّة على كفَّة فيختلّ التَّوازن.
على الإنسان المؤمن بالله، العارف بأهمّيّة التَّجهيز الدَّائم للدَّار الآخرة أن لا يدير ظهره للدنيا جاعلاً حتميّة الموت حاجزاً أمام الرغبة في التطوّر والنّهوض بنفسه ومجتمعه بل عليه أن يعمل ويقوم بتطوير نفسه وملاحقة أحلامه وأن يجدّ ويجتهد ليبني ويعمّر في كلّ نواحي الحياة طالما لا يحيد بذلك عن درب الإيمان. وإذا كان هذا على صعيد الفرد، فإنّه على صعيد الأمَّة أوجب؛ بأن تسعى إلى تطوير نفسها، وإعمار الأرض {هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} وأن تعمل لتكون في مصاف الأمم المتحضّرة والمتطوّرة على كلّ صعيد. فلا يكفي صلاة وصيام وحجّ لنظنّ أنّنا أدّينا قسطنا للعلى، وقمنا بواجباتنا الدّينيّة، وحضّرنا أنفسنا للآخرة، بل إنّ كلّ عمل يمكن أن يحسّن من حياتنا كأفراد وكأمّة، ومن حياة الأجيال القادمة، هو عمل من أجل الآخرة، وكلّ من يتقاعس في هذا السّبيل، يتحمَّل المسؤوليّة أمام الله سبحانه، ويحاسَب عليه.
مقتبس بتصرف من مقال "ما بين الدّنيا والآخرة.. لأيّهما نعمل؟!" بقلم سوسن غبريس