and be not remiss in remembering Me
وَلاَ تَنِيَا فِي ذِكْري

{اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي }
[طه: 42]

تنيا من التَّواني أي: الفتور أو التقصير أو التراخي في الأمر.

تدعو الآية الكريمة موسى وهارون أن لا يفتران في ذكر الله في حال مواجهة فرعون ليكون ذكر الله عونا لهما عليه ، وقوة لهما وسلطانا كاسرا له

وفي ذلك دعوة لكل مسلم في كل زمان ومكان إلى المداومة على ذكر الله تعالى في كل موطن، بقوة لا ضعف معها وبعزيمة صادقة لا فتور فيها ولا كلال. وقد مدح - سبحانه - المداومين على تسبيحه وتحميده وتقديسه في كل أحوالهم فقال {إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَٱخْتِلاَفِ ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ}

و دعوة المداومة على ذكر الله في سياق هذه الآية موجهة خاصة لكل قيادي أو داعية في مسيرة الدعوة إلى الله، على مستوى الجهاد الفكري، أو على صعيد الجهاد العملي الحركي، وذلك بأن ينفتح على الله في عمق فكره وشعوره، ليبقى مرتبطاً بالهدف الذي يتحرك نحوه وهو رضا الله، لأن الاستغراق في العمل الحركي أو الميداني قد يجعل الإنسان مشدوداً إليه بحيث ينسى الغاية أثناء انغماسه في الوسيلة وقد ينحرف عن بعض خصوصيات المسؤوليات الشرعية في الممارسات العملية و في نظرته إلى طبيعة العمل والعلاقات، ولكي لا تتحول حركة الدعوة إلى حالة صنمية في الوعي الحزبي أو الطائفي أو السياسي، بل تنطلق دائماً من الله وإليه.

مقتبس من : تفسير ابن كثير و الوسيط في تفسير القرآن لسيد طنطاوي و تفسير من وحي القرآن للسيد فضل الله

تاريخ النشر 31-05-2019
اقتباسات أخرى ذات صلة