(٢/١)
.
بالصدفة، ارسل لي احد المتابعين النص أدناه وأنا في صدد البحث عن تفسير هذه الآية. سأكتفي بإعادة نشر ما نقله لأهميته وسأخصص المنشور اللاحق لشرح هذه الآية التي نحتاج ان نستذكرها ونتدبر معناها باستمرار
الشيطان عندما عصى الله، من كان شيطانه؟
.
إقرأوا هذه السطور لتعرفوا من هو الشيطان الحقيقي لنا
.
إن كلمة "نفس" هي كلمة في منتهى الخطورة، وقد ذُكرت في القرآن الكريم في آيات كثيرة. يقول الله تبارك وتعالى في سورة (ق): {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}
.
نحن نؤمن بالله عز وجل، ونذكره ونصلي ونقرأ القرآن، ونتصدق إلخ. وبالرغم من ذلك فما زلنا نقع في المعاصي والذنوب. فلماذا؟ السبب في ذلك هو أننا تركنا العدو الحقيقي وذهبنا إلى عدو ضعيف، يقول الله تعالى في مُحكم كتابُه العزيز : {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}
.
إنما العدو الحقيقي هو "النفس" نعم فالنفس هي القنبلة الموقوتة، واللغم الموجود في داخل الإنسان يقول تعالى:
{اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}
{الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ}
{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}
{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى}
{عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ}
.
لاحظوا أن الآيات السابقه تدور كلها حول كلمة "النفس" فما هي هذه النفس.
.
يقول العلماء: أن الآلِهة التي كانت تعبد من دون الله (اللات والعزى ومناة وسواع ويغوث الخ) كل هذه الأصنام هدمت ماعدا إلـه مزيف مازال يعبد من دون الله، يقول تبارك وتعالى {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ } ومعنى ذلك أن هوى النفس إذا تمكن من الإنسان فإنه لا يصغى لشرع ولا لوازع ديني ، لذلك تجده يفعل ما يريد يقول الإمام البصري في بردته: وخالف النفس والشيطان واعصيهُما. ففي جريمة ( قتل قابيل لأخيه هابيل) يقول تعالى: { فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ}
.
عندما تسأل إنساناً وقع في معصية ما وبعد ذلك ندم وتاب، ما الذي دعاك لفعل هذا سوف يقول لك: أغواني الشيطان ولكن إن السبب في المعاصي والذنوب إما من الشيطان، وإما من النفس الأمارة بالسوء، فالشيطان خطر ولكن النفس أخطر بكثير {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوء}
.
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ. فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.