.
{فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ * فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ} [المدثر : 49-51]
.
{حُمُرٌ}: جمع حمار، والمراد: الحمر الوحشية
{مُّسْتَنفِرَةٌ}: الاستنفار بمعنى النفر
نفَر الشَّخصُ : بعُد عن الحق
نَفَرَ من الشيء نفورًا : فَزِعَ وانقبضَ غير راضٍ به
{قَسْوَرَةٍ}: القسورة: الأسد أو الصائد
.
التفسير : ما الذي حدث لهؤلاء الجاحدين المجرمين، فجعلهم يصرون إصرارا تاما على الإعراض عن مواعظ القرآن الكريم، وعن هداياته وإرشاداته، وأوامره ونواهيه.. حتى لكأنهم- في شدة إعراضهم عنه، ونفورهم منه- حمر وحشية قد نفرت بسرعة وشدة من أسد يريد أن يفترسها، أو من جماعة من الرماة أعدوا العدة لاصطيادها؟
.
وفي تشبيه المشركين بالحمر مذمة ظاهرة، وتهجين لحالهم وهم يفرّون من الرسول وهو يدعوهم إلى الهدى، إذ يخيل إليهم أنه يهجم عليهم ليفترس أفكارهم الضالّة، وتقاليدهم البالية، فيهربون خوفاً من أن ينفذ إلى قناعاتهم فينزع عنها كل تلك الأغشية الجاهلية التي كانت تحجب نور الحقيقة عنهم
.
*(التفسير الوسيط) لمحمد سيد طنطاوي و (تفسير من وحي القرآن) للسيد محمد فضل الله

كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ
القرآن الكريم
تاريخ النشر 14-05-2019