المُنَادَمَة : الْمُجَالَسَةُ على الشراب ونحوه، الْمُرَافَقَةُ
النَّدِيم : المصاحبُ على الشراب، المسامرُ، الرفيق المصاحب
.
المنادمة عند العرب:
.
"إقتصرت ظاهرة المنادمة عند العرب في الجاهلية حول مجالس الشرب. فلا بهجة حقيقية للنفس أثناء الشراب، إلا بمصاحبة جليس الشراب، وما يصدر عنه من محادثة مسلية. وبعد ظهور الإسلام، توسع مفهوم النديم ليشمل الجليس الأنيس المُصاحب حتى بدون شراب، ثم ما لبثت أن تحولت المنادمة إلى مهنة إحترافية لها شروطها وأصولها. نستطيع أن نعرّف النديم عمليا بأنه أديب مثقف من الطراز الرفيع، لديه من الصفات ما يؤهله أن يكون في حياة الشخص الذي ينادمه: صديق مُرافق، و مستشار ناصح، ومُسلي مؤانس.
من شروط المنادمة أن يكون النديم أديبا فصيحا عارفا بأقوال العرب وأشعارهم وحكاياتهم، لديه إطلاع بشتى أنواع المعارف كالأدب بكافة مواضيعه إبتداءا بالحكمة وانتهاءا بالجنس والنكت المضحكة، و التاريخ والدين والثقافة وكل حديث يجلب لنفس صاحبه البهجة والسرور ويفتح له آفاق جديدة مدهشة. كما يجب ان يكون بشوش الوجه ، لطيفاً طريفاً ظريفاً مرِحاً، حسن المظهر، صادقاً، مؤتمناً على الأسرار، ومن المستحب أيضاً أن يلعب الشطرنج تحديدا أو أية هوايات أخرى ممكن أن يتشارك بها مع صاحبه لقضاء وقت ممتع معه"
- جمال باكير (مؤلف كتاب المنادمة والنديم)
.
اقتباسات:
.
ليس للّهو والمدامة حظٌ، لكريمٍ دون النديم الكريمِ
فتخيّر قبل النبيذ نديماً ، ذا صفاتٍ معطّرات النسيمِ
وجمالٍ إذا نظرتَ بديعٍ ، وضميرٍ إذا اختبرتَ سليمِ
- أبو هلال العسكري
•••
الريحُ تلبسُ العبير
والندى يقبِّلُ النور
وأنتِ قادمهْ
تفضّلي على حرير الرُّوح سِيري
واقعُدِي على سرير القلب
يا ريحانَة الشذى
ونقلَ الذكريات
وخمرةَ المُنادَمهْ
- عبدالرحيم أحمد الصغير
•••
إذا رُمت أن تقلى فزر متواتراً ... وإن شِئْتَ أنَّ تَزْدَادَ حُبًّا فزرْ غِبّا
منادمة الإنسان تحسن مرة ... و ان اكثروا أدمانها أفسدوا الحبا
- علي بن ابي طالب
•••
وقد كنتَ نادَمْتَ الكثيرَ فلم تَجد *على حينَ عَضَّتْ كُرْبةٌ مَنْ تُنادِم
- محمد مهدي الجواهري
•••
سآخذ الأنهارَ والأرصفة في نزهة
وأتركُ الفوانيسَ المطفأة تنادم السكارى
أين كنتِ قبل اليوم ؟
كل الكنوز التي فتحتها
سبقني إليها اللصوص
- ليث الصندوق
•••
هَكَذَا أُطْعِمُ كَائنَاتِي خُبْزًا آخَرَ وَأُغَيِّر آدَابَ المَائِدَة وَحِينَ
يَجْلِسُ الزَّمَنُ إِلَيْهَا أُعَدِّلُ جلْسَتَهُ مَاسِحًا كَتِفَيْهِ بِحَنَانِ شَيْخٍ
يَمُوتُ ثُمَّ أَمْلأُ الكُؤُوسَ بِخَمْرةِ الفَجِيعَة وَأُنَادِم الرَّفْض
- أدونيس



