You may find a man who does not err in a Lām or a Wāw (i.e. has perfect delivery), an eloquent speaker, but his heart is darker than the darkest night.
تَجِدُ الرَّجُلَ لا يُخْطِئُ بِلامٍ وَلا وَاوٍ خَطِيبًا مِصْقَعًا وَلَقَلْبُهُ أَشَدُّ ظُلْمَةً مِنَ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ

صادفنا تقريرًا صحفيًا حول التزام سائقين في الأردن بالإضراب دعمًا لغزة. يعبر أحد السائقين في التقرير عن سبب الإضراب قائلًا: "هذا اللي بنقدر عليه والبني آدم اللي بيقدر يعمله بسويه. هذا اللي بيطلع بإيدينا أنو نعتصم أو نضرب لأهلنا في فلسطين" فيعلق أحد المغردين (@هيثم) قائلًا: «في نزاعات المثقفين، يبرز الإنسان غير المؤدلج، الفاقد للمصطلحات، غير المكترث بالتعريفات الفلسفية والثقافية، لكنه يعرف الوطن جيدًا ولا ينهمك في إشغال نفسه في نقاش الجدوى، بل يبادر إلى الفعل وإن قل أو اختفى أثره. قد يكون رأي المار في الشارع في قضية وطنية أشجع وأوضح وأعمق وأصدق من آراء مثقفين تحكمت بهم كل أيديولوجيا الثقافة وعوائقها"

هذا ما يجعل حديث الإمام جعفر الصادق عليه السلام مهمًا في مثل هذه الأيام التي نجد نفسنا فيها مغربلين، تارة أمام الرجل الأبيض بالبدلة وربطة العنق يبرر المجازر وقتل الأطفال والنساء، وتارة أمام خطيب مسجد يجيد أحكام التلاوة والتجويد بينما يدين مقاومة المحتل الغاشم و يطبل للسلطان الظالم حتى استحق مقولة "رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه" وتارة أخرى أمام شاعرٍ أو أديب بارع أو باحثٍ عارفٍ بالنحو والآداب، تأسرك كلماته فسرعان ما تكتشف أنه و في عز المجازر مشغول بالانتصار لمذهبه وطائفته أكثر من توحيد الصف لهزيمة المحتل الغاشم.

المعركة معركة وعي وما لم يتمكن الإنسان من التمييز بين الخبيث والطيب سيقع فريسة من {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ} أو قوله تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}

تاريخ النشر 12-12-2023