من أهم أسباب التناحر والخصومة والضعف الذي ينخر جسد أمتنا هو انتشار أصوات هذين العدوين المتآخيين كما وصفهم علي شريعتي "التشيع الصفوي والتسنن الأموي" أو النسخة الحديثة العصرية لهما: "التشيع البريطاني والتسنن الأمريكي" .. هما شبيهان قبيحان يكملان بعضهما البعض، وﻻ علاقة لهما لا بالتشيع الصحيح .. وﻻ بالتسنن الصحيح فالاختلاف بين التشيع الحق والتسنن الحق كما يقول شريعتي "ليس أكثر من الاختلاف بين عالمين وفقيهين من مذهب واحد حول مسألة علمية... وأنهما طريقان متلاقيان من يسير في أحدهما لابد أن يأتي اليوم الذي يلتقي فيه مع صاحبه ليصبحا معاً وحدة واحدة".

ففي كل دين ومذهب هناك وجه حضاري يمثله العقلاء ووجه متخلف يمثله الجهلاء. العاقل المتسامح ينظر لمن يشبهه في الطرف الآخر والجاهل المتطرف ينظر لمن يشبهه في الطرف الآخر. فانظر إلى أي طرف تنتمي وإلى أيهما تميل!

بعض الخصائص التي يتسم بها هذان العدوان المتآخيان:

1. العمل على إثارة وتأجيج الفتن المذهبية من خلال التركيز على نقاط الاختلاف وإهمال نقاط الاشتراك واتخاذ أساليب السب والشتم والسباب والافتراء على الآخر إلى أن يصل الأمر إلى تكفيره أو اقصائه.

2. عدم الاكتراث بالقضية الفلسطينية، أو محاولة استغلالها لأجندات لا تصب في مصلحة الأمة، والانشغال بسفاسف الأمور والقضايا المفتعلة، والمبالغة في الأمور الشكلية كالشعارات السياسية الرنانة والكلام الحق الذي يراد به باطل، أو من ناحية دينية المبالغة- مثلًا- في عمارة المساجد لإخفاء التخاذل في القضايا المركزية (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله).

3. التعاون مع الصهاينة في الخفاء أو العلن والحصول على الدعم والتمويل من المخابرات الأمريكية والبريطانية التي تستغلهم كأدوات لتنفيذ سياسة "فرق تسد" و استخدام أدبيات وسرديات مطابقة للسرديات الصهيوأمريكية أو تخدمها مباشرة.

4. توهين رموز الوعي والعقلانية في المذهب نفسه والمذهب الآخر وتلميع وترويج الأصوات المتطرفة أو وعاظ السلاطين الذين يطلقون الفتاوى التي تتناغم مع التوجه الرسمي وتبرر أفعال السلطان الجائر.

5. طقسنة الدين بممارسات خرافية أو تفريغه من معناه الحقيقي فيتحول لطقوس فارغة بلا معنى.. يتحول الدين إلى صلاة وصوم وعبادات لا تنهى عن الفحشاء والمنكر والفساد ولا تحث على الاعتصام بحبل الله ونصرة المظلوم وإظهار الحق… و… و.