Those who realized the truthfulness of this march in times of uncertainty are not like those who realized it in times of clarity.
من عرف صدق المسيرة لحظة الضبابية ليس كمن عرفها لحظة الوضوح.

إن انضمام بعض الأفراد إلى معسكرات سياسية متنوعة يعد أمرًا طبيعيًا ومتوقعًا، ونشعر بالارتياح عندما نرى من يناصرون قضايا المستضعفين حديثًا، لكن عند التعمق في هذه التحولات، نكتشف اختلافات كبيرة في الأسباب والدوافع، لا أهدف هنا إلى الحكم على تجارب الآخرين، بل الإنسان على نفسه بصيرة.

إن الوعيّ المتشكل نتيجة تراكمٍ مستمرٍ لقراءة الأحداث، والشعور بالمسؤولية، والبصيرة في فهم الأمور، هو التغيير الحقيقيّ في حياة الإنسان، لأنه بدأ من فترة طويلة متجذرة في النفس، ثم نضج وظهر إلى الواقع، ولا أؤمن بالتغيير الحاصل نتيجة صدمةٍ عاجلة ولحظية، لأن هذا النوع من التغيير ليس حقيقيًا ولا مُستدامًا.

وحين تحصل هذه الصدمة في نفس صاحبها تضطرب عليه سفينة مصالحه في بحر الدنيا فينتقل من مذهب، أو من معسكر سياسيّ لآخر، ويكون هذا الانتقال "حماسيًّا" لأنه بدون نظر أو بحث، فيرتفع تارةً وينخفض أخرى.

لا أريد أن أقلل من تجارب الناس، لكن من عرف صدق المسيرة لحظة الضبابية والحرب الإعلامية، ليس كمن عرفها لحظة الوضوح.

تاريخ النشر 26-08-2024