O, Ali!
يا علِيّ!

ليس من المصادفة ونحن على أعتاب عيد الغدير أن تنطلق عملية الوعد الصادق 3 بشعار "يا علي".

كما لم يكن من المصادفة أنه عندما آن أوان الجد، واستُنصِرت الأمة، لم يجبها من بين القريب والبعيد إلا أصحاب هذا الشِّعار.

هذه اللحظة التأسيسية التي وقعت عند غدير خُمّ نسمع صداها النبيل خلال العقود القليلة الماضية مع نشأة حركات المقـ//ومة التي تستلهم تراث الثقلين وتستمد شرعيتها النضالية من سيف علي (ع) ودماء الحسين (ع)، وكل صاروخ أو عملية ساندت غزة خلال أعوام الطوفان كانت من بركات ذلك.

قصّة الغدير باختصار (وهي متواترة عند الفريقين)، أن رسول الله (ص) في منصرفه من حجة الوداع، توقّف عند موضع وأمر الناس بالاجتماع، وأعاد من كان سبقه منهم، وخطبهم فقال: "‏أليس الله أولى بالمؤمنين” قالوا “بلى” قال ‏”اللهم من كنت ‏مولاه ‏فعلي ‏مولاه ‏اللهم وال من والاه وعاد من عاداه".

والغدير ليس سوى حلقة في سلسلة متواصلة من التأكيدات القرآنية والنبوية على مكانة أمير المؤمنين من النبيّ، فهو أخوه ووزيره، كما كان هارون لموسى، وهو نفسُه والمبلغ عنه، وكلاهما أولى بالمؤمنين من أنفسهم. ومعنى ذلك أن له ما للنبيّ (ص) من الحاكمية على القلوب والأبدان، وأنه أُسندت إليه مهمة إرشادهم في أمور دينهم ودنياهم استكمالًا للسُنّة وإتمامًا للنّعمة.

يحضر أمير المؤمنين في أدبيات المقـ//ومة حضورًا طاغيًا، في أسمائهم وألقابهم قادةً وجُندا، وتحضر سيرته في شعاراتهم وأسماء صواريخهم ومعداتهم (ذو الفقار، حيدر، كرار، خيبر، إلخ). ويحضر كذلك في خطاباتهم، فمن اللحظات الفارقة في العقود الأخيرة عندما وقف السيد الأمين هاتفًا: "نحن شيعة علي بن أبي طالب في العالم لن نتخلى عن فلسطين ولا عن شعب فلسطين ولا عن مقدسات الأمة في فلسطين."

هذا الاستحضار لشخص علي بن أبي طالب (ع) كأنه اغتراف من غدير خم، وتصديق بالطريق الذي رسم الرسول (ص) معالمه. ونظرة واحدة على حال الأمة اليوم تخبرك أن ما يمتاز به القلة الذين يتصدون ببسالة أسطورية لأعتى امبراطوريات التاريخ وبين الكثرة التائهة، فاقدة المشروع والبوصلة، كثيرة الأعذار قليلة الغَنَاء... ما يمتاز به هؤلاء عن هؤلاء هو الإيمان بعليّ كقائد مشروع تمكين المستضعفين وقمع الجبابرة.

هذه المشاهد الملحميّة التي تشفي صدور المؤمنين الآن.. تنطلق بشعار "يا علي" وعساها تأتي بالفتح القريب، هي من بركات العمل بـ"أعر الله جمجمتك"، هي نتيجة حتمية للسير خلف أبي الحسن، الذي وقف "كالجبل لا تحركه القواصف ولا تزيله العواصف"، هي ثمرة السعي المخلص من أجل استحقاق"فزت ورب الكعبة".

تاريخ النشر 14-06-2025