الحاسِر: من لا مِغفَرَ له ولا دِرْع
Unarmored
وفي الحديث الضعيف (نستشهد به هنا للفائدة اللغوية): أن النبي صلى الله عليه وآله قال في غزوة بدر ما معناه أن ما يضحك الرب من عبده، أي يرضيه، هو "غمسَهُ يدَهُ في العدوّ حاسرًا"، أي قتاله دون ما يحميه. وقد تخصص الصفة فيقال حاسر الرأس لمن لا يرتدي خوذة فقط، دون أن يعني ذلك أنه غير دارع، مثل ما يُروى عن الإمام علي عليه السلام أنه كان "يخرج حاسر الرأس بيده السيف إلى الرجل الدارع"
ومن ذلك قول الشريف الرضي:
وَحاسِرٍ يَتَلَقّى كُلَّ نائِبَةٍ
تُدمي فَيَصبِرُ فيها صَبرَ مُدَّرِعِ
هناك رابط عجيب في هذا الجذر "حسر"
حسر يدل على انكشاف، والمقاتل الحاسر كما شرحنا من لا عليه درع، والحسرة شعور يأتي من انكشاف الإنسان لكثرة جزعه وقلة صبره
في قول الإمام علي عليه السلام
"«أما بعد، فإن الجهاد باب من أبواب الجنة. فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذل، وشمله البلاء، ولزمه الصّغار، وسيم الخسف، ومنع النّصف". كأنه يقول أن من يضطر للقتال يختار إما أن يكون حاسرًا عزيزًا أو متحسرًا ذليلًا